الخميس، 8 يناير 2015

فائدة لغوية (المجرد والمزيد فيه)




المجرد والمزيد فيه


- قد علمتَ أن علم الصرف يبحث في الأسماء المعربة، والأفعال المتصرفة، دون الأسماء المبنية، والأفعال الجامدة والحروف.

- ثم إن الكلمة قد يكون جميع حروفها أصلية، وقد يكون بعضها ليس أصليًا بل زائدًا.

لاحظ معي هذه الكلمات: ( مَسَحَ- كَتَبَ- سَجَدَ ) تجدها متكونة من ثلاثة أحرف، لا يستقيم معنى الفعل بحذف أي حرف فلو قلت في مَسَحَ سحَ مثلا ضاع معنى الفعل، فلذا نقول إن جميع أحرف تلك الأمثلة أصلية بدليل أنه لو سقط حرف منها ضاع المعنى.

ولاحظ معي هذه الأمثلة: ( يَمْسَحُ- كَاتِبٌ- سُجُوْدٌ ) تجد أنها قد اشتملت على حرف زائد فالفعل ( يمسحُ ) اشتمل على حرف زائد هو الياء بدليل أنه عند حذفها يتأدى أصل المعنى بدونها ويصير مسحَ، فيبقى أصل المعنى محفوظا فنستدل على أن هذا الحرف زائد، وكذا لو قلتَ في ( كاتِب ) كتبَ بقي أصل المعنى محفوظًا، فدلنا هذا على أن الألف حرف زائد، وكذا لو قلت في ( سجود ) سجد بقي أصل المعنى محفوظا فنعرف أن الدال زائدة.



فالمجرد هو:
 ما كانت جميعُ حروفِه أصليةً.

والمزيد فيه هو:
 ما كانت بعضُ حروفِه زائدةً، وحروف الزيادة تجمع في كلمة(سألتمونيها)


والفعل الماضي المجرد ينقسم إلى قسمين:
1- مجرد ثلاثي.
2- مجرد رباعي.


فمجرد الثلاثي مثل: ( نَصَرَ- ضَرَبَ- فَتَحَ- عَلِمَ- كَرُمَ- حَسِبَ ).

ومجرد الرباعي مثل: ( دَحْرَجَ- زَلْزَلَ)
فهذه الأحرف الأربعة فيهما كلها أصلية بدليل أنه لا سبيل لحذف أي حرف منها مع بقاء أصل المعنى فلو قيل في دحرجَ حرجَ أو دحرَ، أو دحجَ لضاع معنى الفعل وكذا قل في زلزل.


ولا يوجد عندنا فعل مجرد خماسي، فإذا وجدتَ فعلا على خمسة أحرف فلا بد أن يكون حرف واحد منه على الأقل زائداً مثل: تَدحرجَ زيدت عليه التاء.



والفعل الماضي المزيد فيه ينقسم إلى قسمين أيضا:
1- مزيد فيه على الثلاثي.
2- مزيد فيه على الرباعي. 

فمزيد الثلاثي مثل: ( أَكَرَمَ- قَاتَلَ- كَسَّرَ ) فالفعل ( أَكْرَمَ ) زيدت عليه الهمزة والأصل كرم، والفعل قاتلَ زيدت عليه الألف والأصل قتل، والفعل كَسَّرَ زيدت عليه سين، والأصل كَسَرَ. 

وقد يزاد على الثلاثي بأكثر من حرف واحد مثل: ( انكسرَ- تقاتلَ- استخرجَ ) فالفعل انكسر زيدت عليه الهمزة في أوله والنون والأصل كسر، وتقاتل زيدت عليه التاء الأولى والألف والأصل قتل، واستخرجَ زيدت عليه أول ثلاثة أحرف الهمزة والسين والتاء والأصل خرجَ


وهذا أقصى حد للفعل وهو أن يبلغ ستة أحرف فلا يوجد في العربية فعل ماض على سبعة أحرف قط.


ومزيد الرباعي مثل: ( تدحرجَ- تزلزلَ ) والأصل دحرجَ وزلزل فزيدت التاء على الرباعي المجرد. 

وقد يزاد حرفان مثل: ( اِقْشَعَرَّ ) والأصل قَشْعَرَ فزيدت عليه الهمزة في أوله وراء في آخره لأن أصله اِقْشَعْرَرَ ثم أدغمت الراءان وصارت راءً مشددة، فكلما رأيت شدة فاعلم أنها حرفان.


فتلخص أن الفعل:

 مجرد ومزيد فيه، والفعل المجرد نوعان: ثلاثي ورباعي،
 والمزيد فيه نوعان: مزيد على الثلاثي، ومزيد على الرباعي.