الخميس، 5 فبراير 2015

علم البديع (حسن التعليل ، الأسلوب الحكيم ، تأكيد المدح بما يشبه الذم)



      حسن التعليل



           نماذج :


1 - قال ابن الرومي :

لما تُؤذِنُ الدنيا به منْ صُروفِها

يكونُ بكاءُ الطفلِ ساعةَ يولدُ
و إِلاَّ فما يبكيهِ منها و إنها

لأَرحَبُ مما كان فيهِ و أَرغدُ ؟


2 - و للمتنبي من ميميّته المشهورة التي قالها بمصر حين أَصابته الحُمَّى :

يقولُ لِيَ الطبيبُ أَكلْتَ شيئا

و داؤُك في شرابِكَ و الطعامِ
و ما في طِبِّهِ أني جوادٌ

أضرَّ بجِسمِهِ طولُ الجِمامِ 
تعوَّدَ أَن يُغَبَّرَ في السَّرايا

و يدخلَ من قتامٍِ في قتامِ
فأُمْسِكَ : لا يُطالُ له فيرعى

و لا هوَ في العليقِ و لا اللجامِ


3 - و قال المعرّيّ يصف الشمعة :

و صفراءَ لونِ التَّبْرِ مثلي جليدَةٌ

على نُوَبِ الأيّامِ و العيشةِ الضَّنْكِ
تُريكَ ابتساماً دائماً و تجلُّداً

و صبراً على ما نابها و هيَ في الهُلْكِ
و لو نطقَتْ يوماً لقالَتْ : أَظنُّكم

تخالون أَني مِنْ حذارِ الرَّدى أَبكي
فلا تحسبوا دمعي لوَجْدٍ وجَدْتُهُ

فقدْ تدمُع الأَحداقُ من كثرةِ الضِّحْكِ
4 - و لابن سِراج الأَندلسي يتغزل :

قالوا به صفرةٌ عابتْ محاسنَهُ

فقلتُ : ما ذاكَ مِنْ داءٍ به نَزَلا
عيناهُ تُطْلَبُ من ثأْرٍ بما قتلتْ

فليس تلقاه إِلا خائفاً وَجِلا

5 - و لأَحد شعراءِ الأندلس يهنئ بمولود :

لمْ يستهلَّ ( بُكاً و لكنْ مُنكِراً

أنْ لم تُعَدَّ له الدروعُ لفائفاً

6 - و قال ظافر الحداد يمدح الملك الأَفضل :

أَينَ ماءُ النيل منْ كفِّكَ إذ

أَخجلَ البحرَ و ودْقَ  السُّحُبِ
و لهذا كانَ في العامِ لهُ

وقفةٌ من خَجَلٍ أَو رَهَبِ
ثم حاكى من أياديكَ نَدىً

فانْتَحى الأرْضَ بَجرْيٍ مُغْرِبِ



            نظرة تحليلية :


الشعر فن يعتمد على الخيال ، و يرتبط بالوجدان ، و لا يتقيَّد بمنطق العقل أَو قوانين المادة ، فربما جاءَ التعبير الشعري موافقاً للحقيقة العلمية ، و ربما جاءَ مخالفاً لها ، و سواءً أَكان هذا أم ذاك فمقياس جودته أَمرٌ خارج عن موافقة الحقيقة العلمية أَو مخالفتها : ذلك المقياس هو صدق تعبيره عن الوجدان .

و معلوم أن من أهم ما يشتغل به العلم البحث عن علل الأشياء ؛ أَي مسبِّبات وجودها ، و بمعرفة هذه العلل يتمكن الإنسان من التحكم في حالة المادة و تطويعها لأَغراضه العلمية . و قد استطاع العلم أَن يكشف عن علل بعض الظواهر المادية ، و ما زال يجدّ في البحث عن علل بعضها الآخر ، و لكنه في جميع الأحوال لا يثبت علة من العلل إلا إذا تبين من الملاحظة العملية أن وجودها يؤدي إلى وجود المعلول ، و بذلك يمكن استخدام هذه الحقيقة في التطبيق كما نعرف من دراستنا للعلوم الطبيعية . فإذا لاحظ العالم الكيميائي مثلا ظاهرة الاختزال فإنه لا يعللها باتحاد أَحد عنصري المركب بعنصر آخر إلا بعد أن يجري تجارب كثيرة تثبت هذا الاتحاد ، و منْ ثم يستطيع أن يستخدم ظاهرة الاختزال استخداماً عملياً في تنقية المعادن .

 و لكن البحث عن علل الأشياء ليس مقصوراً على التفكير العلمي . ذلك أن الربط بين الظواهر يمكن أَن يتم عن طريق الخيال ، دون أن يكون هناك ارتباط حقيقي بينها ، و لكن الشاعر يبدو مقتنعاً بوجود هذا الارتباط لأَنه يوافِق حالة نفسية معينة يشعر بها . و من ثم يبدو المعنى مصوغًا في شكل تعليل عقلي و إن كان معتمدًا على الخيال . فمن المعروف مثلاً أَن الطفل الحديث الولادة لا يعرف شيئاً من أمر الدنيا ، و لا يتصوّر المتاعب التي يستقبلها فيها ، و لكن ابن الرومي - بتشاؤمه المعهود - ربط بين بكاءِ المولودِ والعناءِ الذي يلقاه المرءُ في الحياة ، و جعل الثاني سبباً للأَول ، أي أنه جاءَ لظاهرة بكاءِ الطفل بعلة تتفق مع نفسيته هو - أي نفسية الشاعر - و لا شأْن لها بالطفل . و كذلك نجد المتنبي في ميميته يُعْرِض عن التعليل العلمي الذي يفسر به الطبيب حالته المرضية و يقدم تعليلا آخر يبدو أَكثر إقناعًا له ، لأَنه يتفق مع حالته النفسية من الشعور بالقهر و الإهمال .

و ربما اشتمل التعليل الشعري على تشبيه ، كما في النموذج الثالث من شعر المعري ، ففي هذه الأبيات تشبيه مقلوب ، لأن الأقرب إلى العادة أَن يُشَبَّه الإِنسان بالشمعة لا العكس ، حيث إن صفة الاحتراق حقيقية في الشمعة و غير حقيقية في الإِنسان . ثم إِن المعري بعد أَن شَبَّه الشمعة بنفسه ؛ خلع عليها صفات إِنسانية ، فجعل تساقط السائل منها بكاءً ، و زعم أن هذا البكاء ناشئ عن كثرة الضحك ، لا عن خوف الهلاك .

فالتعليل الشعري في هذه النماذج يعبِّر عن وجدان صادق ، لا يتقيد بالمنطق أَو الحقيقة الموضوعية ، و صدق التعبير عن نفسية الشاعر هو العامل الأَكبر في جمال هذه النماذج ، و لكن مما يدعم الإِحساس بجمالها ما تتضمنه من مفاجأَة لطيفة ، حيث يعقد الشاعر صلة وثيقة بين أمرين متباينين ، و من هذا النمط معظم التعليلات الشعرية عند فحول الشعراءِ ، أَما في العصور المتأَخرة التي شغف فيها الشعراءُ بالصنعة البديعية لذاتها فإننا نجد التعليل الشعري يقوم على ادعاءِ علة غير حقيقية لضرب من المبالغة في تقرير صفة من الصفات ، و غالبًا ما يكون ذلك في باب المدح كما في النموذجين الخامس و السادس ، و يشبههما في الصنعة النموذج الرابع ، و إن كان في الغزل لا في المدح . و معظم أَمثلة ( حسن التعليل ) في كتب البلاغة هي من هذا النمط الثاني ، مع أنه دون النمط الأَول في الجودة كما يتضح لك من الموازنة بين النموذجين الأول و الخامس ، حيث نجد في كليهما تعليلاً لظاهرة واحدة بعلة غير حقيقية ، و لكن التعليل في النموذج الخامس يدهشنا بغرابته فحسب .

   مما تقدم يتبين لك :

  أن حسن التعليل هو ادعاء علة غير حقيقية لحالة من الحالات أو صفة من الصفات . و أجود ما يكون إذا عبّر عن شعور نفسي صادق .




      الأسلوب الحكيم




           نماذج :


  1 - لقي رجل بلال بن رباح - رضي الله عنه - ، و قد أقبل من جهة الحَلْبةِ ، فظنَّ أَنه كان يشهد السباق ، فسأله : من سبق ؟ فَأَجاب بلال : سبق المقرَّبون . قال الرجل : إِنما أسألُ عن الخيلِ ، فقال له بلال : و أَنا أُجيبك عن الخيرِ .

  2 - جيءَ بالقَبَعْثَري إلى الحجّاج ، فقال له الحجاج متوعّداً : لأَحملنّك على الأَدهم  فقال له القبعثري : مِثْلُ الأمير حمل على الأدهم و الأشهبِ، قال الحجاج : إِنه حديد . قال القبعثري : لأن يكون حديداً خيرٌ من أَن يكون بليداً .

  3 - قال الأرّجاني يتغزل :

غالطَتْني إذْ كستْ جسمي ضنىً

كسوةً أَعرَتْ من اللَّحْمِ العِظاما
ثمَّ قالتْ أَنتَ عندي في الهوى

مثلُ عيني ، صدقَتْ ، لكنْ سَقاما

  4 - و قال : ابن الحجَاج ( جـ )  :

قال : ثَقَّلْتُ إِذ أَتيتُ مِراراً

قلتُ : ثَقَّلْتَ كاهلي بالأيادي
قال : طوَّلْتُ ، قلتُ : أوليْتَ طَوْلا

قال : أَبرمْتُ ، قلت : حبلُ ودادي



            نظرة تحليلية :

نلاحظ في النموذج الأول أن بلالاً - رضي الله عنه - حمل سؤال الرجل على معنى غير المعنى الذي قصده السائل ، فالسائل يسأل عن سباق الخيل ، و بلال - رضي الله عنه - يشير إلى الآيتين الكريمتين (( و السابقون السابقون ، أولئك المقرَّبون )) و يبدو أن الرجل كان مشغولاً جداً بأمر السباق ، فهو يلح في بيان قَصْدِه ، و كأن بلالاً - رضي الله عنه - لم يفهم سؤاله : (( إِنما أسألك عن الخيل )) فيجيبه بلال - رضي الله عنه - مصرِّحاً بأنه صرف السؤال عن وجهته إلى وجهةٍ هي أنفع للسائل : (( و أنا أجيبك عن الخير )) .

و ليس في النموذج الثاني سؤال أو جواب ، و لكن أحد المتحاورين قد حمل كلام الآخر على معنى غير المعنى الذي قصده ، ليُنَبِّهَهُ في لطف إلى أن هذا المعنى الثاني أولى به ، فالحجاج يتوعد الخارجي بالقيد و السجن ، و القبعثري يطمع أن يعفو عنه الحجاج ، بل أن يَتَألَّفَ قلبه بهدية كريمة ، شيمة الأمراء القادرين ، و يحاول الحجاج أن يؤكد معناه في عبارة أكثر صراحة ، و لكن القبعثري يحوّل هذه العبارة أيضًا إلى المعنى الذي يريده هو .

و الأرّجاني يحتال لقلب المعنى الذي أرادته محبوبته ، و هو الإعزاز و الإِكرام ، بإضافة تمييز إلى الجملة التي قالتها : (( أنت مثل عيني - سقاما )) . و كذلك يصنع ابن الحجاج بالفعل (( ثقلت )) إذ يضيف إليه مفعولا به يقلب معناه إلى ضده ، أما الفعل الثالث (( طَولت )) فإنه يستحيل إلى معنى آخر بتغيير اشتقاقه ، و الفعل الرابع (( أبرمت )) اجتمع فيه الأمران لقلب المعنى : تغيير الاشتقاق و زيادة المفعول به .

و في جميع هذه الأمثلة يفاجأُ أَحد المتحاورين بمعنى خفي لم يكن يقصده . فالأُسلوب الحكيم يقوم على تعدّد المعاني للعبارة الواحدة ، كما هو الشأَن في التورية ، و لكن تعدد المعاني هنا يتخذ شكلاً تمثيليًا ، إذ يعبر كل من المتحاورين عن معنى يختلف عن معنى الآخر .

مما تقدم يتبين لك .

أن الأُسلوب الحكيم فن يعمد إليه أحد المتحاورين بتحويل كلام مخاطبه إلى معنى غير المعنى الذي قصده ، تنبيهاً إلى أنَّ هذا المعنى الثاني هو الأصدق أو الأحرى أن يُعمل به .
و ربما كان الحوار في شكل سؤال و جواب ، و ربما كان كلاماً تقريرياً . و قد يعتمد الأسلوب الحكيم على تعدد معاني الكلمة التي أوردها المخاطب ، و قد يحولها عن معناها بإِضافة .








 تأكيد المدح بما يشبه الذم

  
     

    نماذج :

1 - قال تعالى في صفة الجنة و أََهلها :
( لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا )


2 - (( أَنا أَفصحُ العربِ ، بيدَ أَني من قريشٍ )) 
( المعنى صحيح و لكنه لم يرد بين الأحاديث المروية الصحيحة ) .

3 - قال النابغة الذبياني يمدح :

و لا عيبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفَهم

بهنَّ فلولٌ من قِراعِ الكتائبِ

4 - و قال النابغةُ الجعدي .

فتى كمُلَتْ أخلاقُهُ غيرَ أَنهُ

جوادٌ فما يُبقي من المالِ باقيًا

5 - و قال ابن مقرِّب  :

و سلَّابُ أرواح الكُماةِ لدى الوغى

و لكنْ مُرَجِّيه لدى السلمِ سالبُهْ




            نظرة تحليلية :

إذا تأَملت النموذج الأول رأيت أَن أُسلوب الاستثناءِ قد جاءَ على خلاف أَصله . فالأَصل في الاستثناءِ إِخراج ما بعده من حكم ما قبله ، فإذا كان ما قبل الاستثناء نفياً لكل عيب ، فإن مجيءَ حرف الاستثناءِ  يُشْعِر بأَن ما بعده يثبت عيبًا ما ، كما نقول مثلا : (( لا عيب في هذا الثوب إِلا أَنَّ كميه قصيران فكون الكمين قصيرين عيبٌ أَثبته للثوب بعد أََن نفيت عنه سائر العيوب . و لذلك فإن قارىء الآية الكريمة إذا ورد عليه حرف الاستثناءِ سبق إلى وهمه أَنْ سيتلوه حكمٌ مخالف لما سبق ، فإِذا قرأَ قوله تعالى (( إلا قيلاً سلاماً سلاما )) أَدركته هزة لأنه وجد صفة من صفات المدح حيث كان يتوقع العكس ، و تصور أَنه لو فتش في الجنة من كلام يشبه اللغو أًو التأْثيم لما وجد إِلا ضد ذلك و هو التسليم الدائم ، فكان أَشد تأكِيداً لتنزيه أَهل الجنة عن اللغو و التأْثيم .

و هذا اللون من الاستثناءِ ملحوظ في بيت النابغة الذبياني أَيضًا ( النموذج الثالث ) حيث نجد الشاعر ينفي كل عيب عن ممدوحيه ، ثم يأتي بأداة الاستثناء فنتوهّم أنه يريد أن يثبت لهم عيبًا ما ، و إذا به يأْتي بصفة من صفات المدح ، فكأَنه يقيم بذلك دليلاً على خلوهم من كل عيب .

و قد يُتَصوَّر كون المستثنى داخلاً في مفهوم المستثنى منه - و هذا كما قلنا هو الأَصل في الاستثناءِ كما في النموذجين السابقين ، و قد يتصور كونه خارجًا عن ذلك المفهوم ، كما هو شأْن الاستثناءِ المنقطع الذي نعرفه في النحو ، و من هذا النوع القول المأثور عن النبي - صلى الله عليه وَ سَلم - :   أَنا أفصح العرب بيد أَني من قريش   .

فنسب الرسول الكريم ليس داخلا في تَمَيُّزِهِ - صلى الله عليه و سلم - عن سائر العرب بمزيد من الفصاحة ، و ذلك كما تقول في الاستثناءِ المنقطع الخالي من أُسلوب تأْكيد المدح بما يشبه الذم : (( اشتريت الكتب المطلوبة إلا قلمًا )) . و مع أننا في حديث الرسول - صلى الله عليه و سلم - لا نعقد صلة بين المستثنى و المستثنى منه ؛ نظراً لكون الاستثناءِ منقطعاً ، فإننا نشعر بالمفاجأَة أَيضاً ؛ لأَننا لازلنا نتوقع أَن يكون حكم ما بعد أَداة الاستثناءِ مخالفًا لحكم ما قبلها ، فإذا كان ما قبلها صفة مدح ، فنحن نتوقع أن يكون ما بعدها صفة عيب ، فإذا جاءَت الثانية صفة مدح كالأولى كانت أبلغ في إثبات المدح .

و إِثبات الكمال كنفي العيب ، من حيث إِنكِ إذا جئتِ بعدهما بمستثنى أَوهمت سامعكِ لأَول وهلة بأنَّه وصف معيب ، فَإذَا وجد صفة مدح عرته هزة كمن يلقى الخير حيث كان توجَّس شرًا ، و يمكنكِ أن تلاحظي ذلك في الحديث الشريف و كذلك في النموذج الرابع من شعر النابغة الجعدي .

و الاستدراك بلكن و بل شبيه بالاستثناءِ المنقطع من حيث إِننا نتوقع بعد حرف الاستدراك حكمًا
مخالفاً للحكم السابق ، فإذا جاءَ موافقًا له كان ذلك أبلغ في تأكيد معنى المدح . و على هذا النمط جاءَ بيت ابن مقرِّب ، حيث إنه استدرك على وصف ممدوحه بالشجاعة صفة أُخرى من صفات المدح و هي السخاءُ ، و زاد أن ربط بين المعنيين ربطاً لطيفاً حين قابل بين (( الوغى )) (( و السلم )) و بين (( الكماة )) - و أراد بهم الأعداء - و طالبي المعروف من أولياء الممدوح ، و بين جعل الضمير الممدوح فاعلاً للسلب في الشطر الأول و مفعولاً به في الشطر الثاني .

مما تقدم يتبين لك :


أن تأكيد المدح بما يشبه الذم أُسلوب يعتمد على مفاجأة السامع بصفة من صفات المدح حيث كان يتوقع صفة ذم ، و ذلك باستخدام أَداة من أَدوات الاستثناءِ أو الاستدراك ، و قد يُقَدر الاستثناءُ مُتصِلاً أو منقطعًا , و قد يأتي المستثنى منه مُثبتًا أو مُنفيًا 





.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق