الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

المشتقات(اسم الفاعل، صيغ المبالغة،اسم المفعول،اسم التفضيل ،اسْمَا الزمانِ و المكانِ )





أ - اسم الفاعل




 الأمثلة  :


(أ)

1 - قال تعالى :  (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ).

2 - قال تعالى :(رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا).

 
(ب)

3 - ما حامدٌ السوقَ إلا مَنْ ربحَ .

4 - ما مقدِّرٌ صديقُك موقِفي .
 
(جـ)

5 - قالَ تعالَى :(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ ءَالِهَتِى يَـٰٓإِبْرَ‌ٰهِيمُ).

6 - هلْ عارفٌ أخوك قدرَ الإنصافِ ؟

 
(د)

 7 - يا مستنيراً عقلُه ، زادك اللهُ علماً و نوراً .
8 - يا صانعًا المعروفَ ، لا تتوان في بذلِه .
 
(هـ)
9 - قالَ تعالَى :   (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ).
10 - قالَ تعالَى :(إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ).
11 - قالَ تعالَى : (مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ).
12 - قالَ تعالَى : ( فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ)  


(و)

13 - قال تعالى : ( وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ).

 
(ز)

 14 - قال تعالى :( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
15 - قال تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ*لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)

 
(ح)

16 -  قال تعالى :  (إنا الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومُخرج الميت من الحي)

17 -  قال تعالى : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ).



الشرح:

اسم الفاعل هو اسم يُصاغ للدلالة على الحدث و فاعله أو من اتصف به ، كما عرفت أنه يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن ( فاعل ) ، و من غير الثلاثي على وزن مضارعه ، مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة ، و كسر ما قبل الآخر .

  في هذا الدرس تعرف شيئاً جديداً هو أن اسم الفاعل يعمل عمل فعله فيرفع الفاعل و ينصب المفعول به كالفعل سواء بسواء ، و لو تأملت أسماء الفاعلين الملونة في المجموعة ( أ ) لوجدتها عاملة عمل أفعالها المشتقة منها ، ففي قوله تعالى :(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)  ، عمل اسمُ الفاعلِ ( الكاظمين ) الرفع في الفاعل الضمير المستتر ( هم ) و النصب في ( الغيظ ) فهو مفعول به لاسم الفاعل ، و في قوله تعالى :(الظَّالِمِ أَهْلُها) رفع اسمُ الفاعلِ ( الظالم ) فاعلاً هو ( أهلها ) . و هكذا في الأمثلة الباقية .

 و اسم الفاعل إن كانت فيه ( أل ) عَملَ عَمَلَ فعله دائماً بلا قيد و لا شرط كما في أمثلة المجموعة ( أ ) كلها . أما إذا لم تكن فيه ( أل ) فإنه لا يعمل عمل فعله إلا إذا سبقه نفي كما في أمثلة المجموعة ( ب ) ، أو استفهام كما أمثلة المجموعة ( جـ ) ، أو نداء كما في أمثلة المجموعة ( د ) ، أو وقع خبرًا لمبتدأ ، أو لما أصله المبتدأ كما في أمثلة المجموعة ( هـ ) ، أو جاء صفة كما في مجموعة ( و ) ، أو حالاً كما في أمثلة المجموعة ( ز ) ، أو معطوفاً على واحدٍ مما ذكر كقولك : ( أمقدرٌ صديقك موقفي ، و رادٌ الجميل لي ) . و كقوله تعالى في المثال ( 12 )  ( وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) .

 و في اللغة العربية يجوز في اسم الفاعل ، الذي جاء بعده مفعوله ، أن يَنْصِبَ هذا المفعول ، كما ذكرنا من قبل ، و يجوز أن يُضاف إليه ، فيجر المفعول بالإضافة ، ففي حالة نَصب المفعول ينون اسم الفاعل إن كان مفردًا ، مثل(مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا ) من المجموعة ( هـ ) ، و تُثبت نونه إن كان مثنى أو مجموعًا ، مثل(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)   من المجموعة ( ز ) ، و في حالة الإضافة يُحذف التنوين مثل : (فالق الحب ) كما تُحذف نون المثنى و جمع المذكر السالم مثل :(مُرْسِلُوا النَّاقَةِ ) ، و ترى ذلك واضحًا
في أمثلة المجموعة ( ح ) .

القاعدة:


1 - اسم الفاعل : اسم مشتقٌّ يدل على معنى مجرد حادث و على فاعله .

2 - يُصاغ اسم الفاعل من الثلاثي على وزن ( فاعل ) . و من غير الثلاثي على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة و كسر ما قبل الآخر.

3 - يعملُ اسم الفاعلِ عمل فعلهِ ، فيرفعُ الفاعِلَ وحدهَ إن كان فعله لازمًا ، و يرفعُ الفاعلَ و ينصبُ المفعولَ به إِن كانَ فعلُه متعدِّيًا في الحالتين التاليتين :

أ - إذا اتصلتْ باسمِ الفاعلِ ( أل ) عَمِلَ عَمَلَ فعله بِلا شرط .

ب - إذا لم تتصل ( أل ) باسم الفاعل ، فإنه لا يعمل عمل فعله إلا إذا سبقه : نفي أو استفهام ، أو نداء ، أو وقع خَبَرًا - و لو في الأصل - أو صفةً أو حالًا أو معطوفاً على واحد مما ذكر .

4 - يجوز في اسم الفاعلِ الذي تلاه مفعولُه أن ينصبَ هذا المفعولَ أو يجرَّه بإضافتِه إليه .








ب - صيغ المبالغة


 الأمثلة :


1 -  المؤمنُ شكورٌ ربَّه على نعمه .

2 -  الكريمُ مِنْحَارٌ إبلَه لضيوفه .

3 -  العاقلُ ترَّاكٌ صحبةَ الأشرار .

4 -  إن اللهَ سميعٌ دعاءَ المظلومِ .

5 -  كنْ حَذِرًا أصدقاءَ السوءِ .



الشرح:


تأمل ما لون بالأخضر في الأمثلة السابقة ، و هي الكلمات : ( شكور ) و ( منحار ) و ( ترَّاك ) و ( سميع ) و ( حَذِر ) تجد أنها تدلُّ على ما يدلُّ عليه اسم الفاعل ، أي أنها تدلُّ على الحدث و فاعله أو من اتصف به ، غير أنها تزيد عليه في أنها تدل على نوع من المبالغة و التكثير ، فالفرق بين ( شاكر ) و ( و شكور ) - مثلاً - أن الأول يدلُّ على مجرد الشكر و فاعله ، في حين أن الثاني يدل على كثرة الشكر و المبالغة فيه من فاعله ، كما عرفت في المرحلة المتوسطة .

و تسمى مثل هذه الأوزان صيغ المبالغة ، و تأتي في الغالب على خمسة أوزان هي :

 ( فَعُول ) مثل : ( شكُور ) في المثال الأول ، و( مِفْعال ) مثل : ( مِنحار ) في المثال الثاني ، و ( فَعّال ) مثل : ( ترَّاك ) في المثال الثالث ، و ( فَعِيل ) مثل : ( سَميع ) في المثال الرابع ،و ( فَعِل ) مثل ( حَذِر ) في المثال الخامس .

و تُبنى صيغ المبالغة من الأفعال الثلاثية المتعدية لا غير ، و قد ندر في اللغة العربية بناؤها من غير الثلاثي مثل : ( معطاء ) من الفعل ( أعطى ) ، و مثل ( بشير ) و ( نذير ) من الفعلين : ( بشّر ) و ( أنذر ) ، كما يأتي وزن ( فعّال ) من الفعل اللازم ، مثل ( كَذَّاب ) و ( نَمَّام ) .

   و إذا تأملت الأمثلة السابقة تجد صيغ المبالغة فيها قد عملت عَمَلَ الفعل الذي صيغت منه ، فرفعت ضميراً مستتراً و نصبت المفعول به مثل : ( رَبَّه ) و ( إبلَه ) و ( صحبةَ ) و ( دعاءَ ) و ( أصدقاءَ ) .

و يشترط لعملها عمل أفعالها ، الشروط التي تقدمت في عمل اسم الفاعل تمامًا .




القاعدة:


1 - صيغُ المبالغةِ هي صيغٌ تدلُّ على المبالغةِ و التكثيرِ من الفعل .

2 - أوزان صيغ المبالغة هي : فَعُول و مِفْعَال و فَعّال و فَعِيل و فَعِل .

3 - تُبنى هذه الصيغُ من الثلاثيِّ المتعدِّي ، إلا ( فعَّال ) فتُبنى من المتعدي و اللازم ، و ندر بناؤها من غير الثلاثي .

4 -  تعمل صيغ المبالغة عمل أفعالها فترفع الفاعل و تنصب المفعول به بالشروط السابقة في عمل اسم الفاعل تمامًا .








جـ - اسم المفعول




 الأمثلة :

1 - قال تعالى :( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ).

2 -  قال تعالى : (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ).

3 - قال تعالى :(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ).

4 - قال تعالى : (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأَبْوَابُ ).

5 - الجبان مخلوعٌ قلبُه - الجبان مخلوعُ القلبِ .




الشرح:

إذا تأملت الكلمات الملونة بالأخضر في الأمثلة السابقة وجدت أن كل واحدة منها تدل على ذات وقع عليها فعل ، فهي لفظ مشتق يدل على المفعول الذي وقع عليه الفعل المفهوم من الكلمة ، فكلمة ( المُؤلَّفة ) تدلُّ على شيء وقع عليه التأليف ، و كلمة ( مغلولة ) تدلُّ على شيء وقع عليه الغُلّ و هو القيد ، و كذلك الحال في باقي الأمثلة .

 و مثل هذه الكلمات يطلق عليها : اسم المفعول . و هي تُصاغ من الأفعال المبنية للمجهول في اللغة العربية ، فإن كان الفعل ثلاثيًّا جاء اسم المفعول منه على وزن ( مفعول ) ، و إن كان الفعل غير ثلاثي ، جاء اسم المفعول منه على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة و فتح ما قبل الآخر . فمثلاً : ( مغلولة ) و ( مخلوع ) في الأمثلة السابقة ، من الفعلين المبنيين للمجهول : ( غُلَّ ) و ( خُلِعَ ) و هما ثلاثيان ، و لذلك جاء اسم المفعول منهما على وزن ( مفعول ) ، أما الكلمات : ( المُؤلَّفة ) و ( مُتبَّرٌ ) و ( مُفتَّحة ) فإنها من أفعال غير ثلاثية : ( أُلِّف ) و ( تُبِّر ) و ( فُتِّح ) و لذلك جاء اسم المفعول منها على وزن المضارع ، مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة و فتح ما قبل الآخر .

و إذا تأملت الأمثلة السابقة مرة أخرى ، وجدت اسم المفعول في كل مثال منها ، قد عَمِل عَمَلَ فعله المبني للمجهول ، فكما أن الفعل المبني للمجهول يرفع نائب فاعل ، فكذلك اسم المفعول المصوغ منه يرفع نائب فاعل كذلك ، غير أنه يشترط فيه لكي يعمل هذا العمل ، ما سبق أن عرفناه في عمل اسم الفاعل ، كأن يكون محلى بـ ( أل ) ، كالمثال الأول ، أو يكون معتمدًا على نفي أو استفهام أو نداء ، أو واقعًا خبرًا أو صفة أو حالاً ، و ترى بعض أمثلة ذلك في الأمثلة السابقة ، فإن ( متبّر ) خبر لإن و رفع نائب الفاعل ( ما ) ، و ( مغلولة ) خبر للمبتدأ و رفع نائب الفاعل الضمير المستتر ( هي ) ، و ( مفتّحة ) حال و رفعت نائب الفاعل ( الأبواب ) .

 و إذا تأمَّلت المثال الأخير عرفت أنه يجوز هنا كذلك ، ما جاز في اسم الفاعل من قبل ، و هو إضافته إلى معموله إذا تلاه ، فاسم المفعول : ( مخلوع ) قد رفع نائب الفاعل ( قلب ) في المثال الأول ، و خفضه بإضافته إليه في المثال الثاني .

و قد وردت صيغ سماعية تؤدي ما يؤديه اسم المفعول تمامًا ، و أشهر تلك الصيغ ( فعيل ) بمعنى ( مفعول ) ، مثل ( جريح و قتيل ) بمعنى : ( مجروح ، و مقتول ) .


القاعدة:

1 - اسم المفعول هو اسم مشتق يدل على ذات وقع عليها الفعل المصوغ منه .

2 - يصاغ اسم المفعول من الفعل المبني للمجهول ، فإن كان ثلاثيًّا جاء على وزن ( مفعول ) و إن زاد على ثلاثة ، جاء على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة و فتح ما قبل الآخر .

3 - يعمل اسم المفعول عمل الفعل المبني للمجهول ، فيرفع نائب الفاعل ، بالشروط السابقة في عمل اسم الفاعل تمامًا .

4 -  يجوز أن يضاف اسم المفعول إلى معموله إذا تلاه مباشرة .









د - اسم التفضيل




 الأمثلة :


(أ)

1 - قالَ تعالَى : ( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْك مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا).
2 -  قالَ تعالَى : (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ)
 
(ب)

3 -  قالَ تعالَى :(لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى).

4 -  قالَ تعالَى : ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). 
5 -  قالَ تعالَى :(فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ).
    
(جـ)

6 -  قالَ تعالَى : (وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا).
7 - الكتب أحْسَنُ رفقاءَ .
 
(د)

8 - قالَ تعالَى :(وَمَا نَرَاكَ اتّبَعَكَ إِلاّ الّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرّأْيِ) .

9 - هذه الفتاةُ أصغَرُ الطالبات سِنًّا أو صُغْرَى الطالبات سِنًّا .
 



الشرح:

تأمل الأسماء الملونة في الآيات الكريمة و الأمثلة السابقة تجدها أسماء تدل على مفاضلة بين شيئين اشتركا في صفة و زاد أحدهما على الآخر في هذه الصفة .

فـ ( أكثر ) في المثال الأول اسم يدل على أن صاحب الجنتين و صاحبه اشتركا في صفة كثرة المال إلا أن صاحب الجنتين يزيد على صاحبه ، و لذا تسمى هذه الصفة اسم تفضيل و ما قبلها يُسمى ( مُفَضَّلًا ) و ما بعدها ( مُفَضَّلًا عليه ) .

 أعد النظر في الأسماء الملونة تجدها على وزن ( أفعل )  كما في ( أكثر، أعز ، أشد ،…) أو جمعاً لاسم على وزن ( أفعل ) فـ ( الأعلون ) جمع ( أعلى ) و ( أراذل ) جمع ( أرذل ) كما أنها تكون مؤنثاً لمذكر على ( أفعل ) كما في ( الصغرى ) مؤنث ( أصغر ) . أو جمعاً لمؤنث مذكره على وزن ( أفعل ) كما في ( العلى ) جمع ( العليا ) مؤنث ( أعلى ) .

 أمعن النظر في أسماء التفضيل الملونة تجدها مصوغة من الأفعال التي يصاغ منها فعلا التعجب ، و هي كل فعل متصرف ، قابل للتفاوت ، ثلاثي ، تام ، ليس الوصف منه على (  أفعل ) الذي مؤنثه فَعلاء ، مبني للمعلوم ، مثبت ، كما سبق أن عرفنا ذلك .

  و ما لا يُتعجبُ منه البتة لا يُصاغ منه اسم التفضيل كذلك ، و هي الأفعال الجامدة أو التي لا تقبل التفاوت ، كما يتوصَّل إلى التفضيل من الأفعال التي لم تستكمل الشروط بما يُوصل به في التعجب ، و قد عرفنا طريقة ذلك من قبل ، فكما تقول : ما أشدَّ استخراج عليٍّ غريبَ المسائل ، تقول : عليٌّ أشدُّ استخراجًا لغريبِ المسائل من خليل ، غير أن مصدر الفعل ينصب هنا على التمييز .

 و إذا تأمَّلت أمثلة المجموعات الأربع ، عرفت أن اسم التفضيل له في الاستعمال أربع حالات : فهو إما أن يكون مجردًا من ( أل ) و الإضافة ، أو يكون محلَّى بـ ( أل ) ، أو مضافًا إلى نكرة ، أو مضافًا إلى معرفة .

 فإن كان مجردًا من ( أل ) و الإضافة ، فإنه يجب فيه الإفراد و التذكير ، و يؤتى بعده بـ ( من ) جارةً للمفضل عليه ، كما في أمثلة المجموعة ( أ ) . و أحيانًا تحذف ( من ) مع المفضل عليه ، إذا دلَّ المقام على ذلك ، كما في قوله تعالى :(قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًًّا).
أي أشد حرًّا من أية نار .
و إن كان اسم التفضيل محلَّى بـ ( أل ) ، وجبت فيه مطابقته للمفضل و لا يجوز أن يؤتى بعده بـ ( من ) ، كما في أمثلة المجموعة ( ب ) .

و إن أُضيف اسم التفضيل إلى نكرة ، وجب فيه الإفراد و التذكير ، كما يجب فيه مطابقة المضاف إليه للمَفضَّل قبله ، و لا يؤتى معه بـ ( من ) كذلك ، و يتضح كل ذلك في أمثلة المجموعة ( جـ ) .

أما إن أضيف اسم التفضيل إلى معرفة ، فإنه يجوز فيه الإفراد و التذكير ، كالمجرد من ( أل ) و الإضافة أو مطابقته للمُفَضَّل كالمحلَّى بـ ( أل ) و لا يؤتى معه بـ ( من ) كذلك ، و هذا واضح في أمثلة المجموعة ( د ) .

و مما يجدر بك أن تعرفه أن هناك أسماء تفضيل حُذِفتْ منها الهمزة لكثرة استخدامها و أشهرها ( خير ) و ( شر ) في قولك : ( خير الناس أنفعهم للناس ، و شرهم أقربهم إلى الإساءة و العدوان ) فالأصل فيها ( أخير ) و ( أشر ) .




القاعدة:


1 - اسم التفضيل : هو مشتق على وزن ( أفعل ) و مؤنثه ( فُعْلَى ) يدلُّ على أن شيئين اشتركا في صفة و زاد أحدهما على الآخر فيها .

2 - يصاغ اسم التفضيل مما يصاغ منه فعلا التعجب ، و ما لا يجوز التعجب منه لا يأتي منه اسم التفضيل ، كما يُتَوَصَّل إلى التفضيل مما لم يستوف الشروط بـ ( أشد ) و نحوه ، و ينصب مصدر الفعل بعده على التمييز .

3 - لاسم التفضيل في الاستعمال أربع حالات :

(  أ  ) أن يكون مجردًا من ( أل ) و الإضافة ، و يجب فيه الإفراد و التذكير ، و يؤتى بعده بـ ( من ) جارة للمُفَضَّل عليه ، و يجوز حذفها لقرينة .

(  ب ) أن يكون محلّى بـ ( أل ) ، و يجب مطابقته للمُفَضَّل ، و لا يؤتى بعده بـ ( من ) .

( جـ ) أن يكون مضافًا إلى نكرة ، و يجب فيه الإفراد و التذكير ، و مطابقة المضاف إليه للمُفَضَّل ، و لا يؤتى بعده  بـ ( من ) .

(  د  ) أن يكون مضافًا إلى معرفة ، و يجوز فيه الإفراد و التذكير ، أو مطابقة المُفَضَّل و لا يؤتى بعده بـ ( من ) .








هـ - اسما الزمان و المكان





 الأمثلة :


 
(أ)

1 - قالَ تعالَى : ( أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلكَافِرِيْنَ).

2 - قالَ تعالَى :(وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ).

3 - قالَ تعالَى : (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً).


4 - مَطْلَعُ الشمس الساعة السادسة .

 
(ب)

5 - قالَ تعالَى :( إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ).

6 - الَموْرِد العذب كثير الزحام .

7 - مَرجِعُ القافلة بعد شهرين .

8 - مَكة مَهْبِط الوحي  .
 

(جـ)

9 - قالَ تعالَى : ( وقل رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكا وَأَنْت خَيْر الْمُنْزِلين).

10 - قالَ تعالَى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ).
 


الشرح:


 إذا تأملت الكلمات الملونة في الأمثلة السابقة ، وجدت أن بعضها يدلّ على مكان حدوث الفعل ( مَثْوَى - مَلْجَأ - مَقَام - المَوْرِد - مَهْبِط  -  مُنْزَل )  و بعضها يدلُّ على زمان حدوث الفعل ( مَطْلَع - مَوْعِد - مَرْجِع - مُرْسَى ) و تسمى الأولى بـ ( اسم المكان ) ، كما تسمى الأخرى بـ ( اسم الزمان ) ، فاسما الزمان و المكان على هذا اسمان مشتقان من الفعل للدلالة على زمانه أو مكانه .

 و إذا تأملت أمثلة المجموعة ( أ ) وجدت أسماء الزمان و المكان فيها جاءت على وزن ( مَفْعَل ) بفتح العين ، فإذا تدبرت فعل كل اسم منها وجدته إما ثلاثيًّا ناقصًا ، أي : معتل الآخر ، مثل ( مَثْوى ) فإن فعله ( ثوى ) ، و إما ثلاثيًّا صحيح الآخر و مضارعه مفتوح العين مثل : ( مَلْجَأ ) ففعله ( يلجَأ ) أو مضموم العين مثل ( مقام ) و  ( مطلَع ) فإن فعليهما ( يقُومُ ) و ( يطلُع ) و هذه هي الأفعال التي يأتي منها اسم الزمان و المكان على وزن ( مَفْعَل ) بفتح العين .

أما أسماء الزمان و المكان الواردة في المجموعة ( ب ) فقد جاءت على وزن ( مَفْعِل ) بكسر العين ، و إذا تدبرت فعل كل اسم منها ، وجدته إما ثلاثيًّا معتل الأول صحيح الآخر مثلَ : ( موعد ) و ( مورد ) فإن فعليهما هما ( وعد ) و ( ورد ) ، و إما ثلاثيًّا صحيح الأول و الآخر ، و مضارعه مكسور العين مثل : ( مرجِع ) و ( مهبِط ) فإن فعليهما ( يرجِع ) و ( يهبِط ) .

و إذا تأملت أمثلة المجموعة ( جـ ) وجدتها تحتوي على أسماء للزمان و المكان ، مصوغة على وزن اسم المفعول ، و إذا تدبرت أفعالها وجدتها غير ثلاثية ، و قد صيغت أسماء الزمان و المكان منها كما يصاغ اسم المفعول من غير الثلاثي ، أي بزنة المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة و فتح ما قبل الآخر .


القاعدة:

1 - اسْمَا الزمانِ و المكانِ : اسمان مُشتقان يَدُلاَّن على زمانِ الفعلِ أو مكانه .

2 - يُصاغان من الثلاثي على وزن ( مَفْعَل ) بفتح العين ، في حالتين :

( أ ) إذا كان الفعلُ ناقصًا ، أي : معتلَّ الآخر .
( ب ) إذا كان الفعلُ صحيحًا ، و عَينُ مضارعه مفتوحةٌ أو مضمومةٌ .

3 - و يصاغان من الثلاثي على وزنِ ( مَفْعِل ) بكسرِ العينِ ، في حالتين كذلك :

( أ ) إذا كان الفعلُ مثِالاً ، أي : معتلَّ الأول صحيحَ الآخر .
( ب ) إذا كان الفعلُ صحيحًا ، و عينُ  مضارعهِ مكسورةٌ .

4 - و يصاغان من غيرِ الثلاثي ، كما يُصاغُ اسمُ المفعولِ منه ، أي : بوزن المضارعِ مع إبدال حرفِ المضارعَةِ ميمًا مضمومةً ، و فتح ما قَبل الآخر .












هناك 5 تعليقات: