الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الاستثناء



أولاً : أحكام المستثنى بـ ( إلَّا ) من حيثُ الإعراب

         ا

لأمثلة  :


(أ)

1 - عَادَ الغائبونَ إلَّا أَخاكَ .

2 - طَالعْتُ الكتبَ التي اشتريتُها إلَّا كتاباً .

3 - سلَّمتُ على الأصدقاءِ إلَّا خالداً .
   
(ب)

4 - ما وصلت الرسائلُ إلَّا رسالتَكَ / أو رسالتُكَ .

5 - لا أُطالعُ دواوينَ الشعرِ إلَّا ديوانَ أبي تمام .

6 - لا تمشِ مع أحدٍ إلَّا الأمينَ / أو الأمينِِ .
  
 
(جـ)

7 - لا يقعُ في السوءِ إلَّا فاعلُه .

8 - لا تَتَّبعْ إلَّا الحقَّ .

9 -(وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه).



الشرح:

إذا قلنا : عاد الغائبون إلَّا أخاك ، كان المعنى أنَّ أخاك وحدَه هو الذي لم يَعُدْ ، فنحن استثنينا ( أخاك ) بكلمة ( إلَّا ) و أخرجناه من الغائبين العائدين . و هكذا تجد ما بعد ( إلَّا ) في الأمثلة الثلاثة الأولى مخالفاً لما قبلها في الحكم . و يُسَمَّى اللفظ الذي قبل ( إلَّا ) مستثنى منه ، و الذي بعدها مستثنى ، و تسمى ( إلَّا ) أداة استثناء .

و لننظر إلى أمثلة المجموعة ( أ ) لنجد المستثنى منه في المثال الأول مرفوعاً ، و في المثال الثاني منصوباً ، و في الثالث مجروراً ، و نجد المستثنى منصوباً في الأحوال جميعها . و حين نتأمل هذه الأمثلة نجد أنَّ الكلام في الأمثلة الثلاثة الأولى مُثْبَت غيرُ منفي ، و أنَّ المستثنى منه مذكور في كل منها . و من ذلك نعلم أن المستثنى بعد ( إلَّا ) يُنْصَب متى كان الكلام مثبتاً ، و ذكر المستثنى منه سواء أكان مرفوعاً أم منصوباً أم مجروراً .

ثم ننظر إلى أمثلة المجموعة ( ب ) فنجد الكلام تامّاً ، أي أنَّ المستثنى منه موجود ، و قد سبقه نفي بلفظ ( ما ) أو ( لا ) أو شبه نفي و هو النهي . و في هذه الحال يجوز نَصْب المستثنى أو إتْبَاعُه للمستثنى منه في إعرابه على أنه بدل منه . فلفظ ( رسالة ) في المثال الرابع يجوز نصبه بـ ( إلَّا ) على أنه مستثنى ، و يجوز رفعه على أنه بدل من الرسائل و بدل المرفوع مرفوع . و لفظ ( ديوان ) في المثال الخامس يجوز نصبه بـ ( إلَّا ) على أنه مستثنى ، و يجوز نصبه على أنه بدل من دواوين الشعر و بدل المنصوب منصوب . و لفظ ( الأمين ) في المثال السادس و يجوز نصبه بـ ( إلَّا ) على أنه مستثنى ، و يجوز جرُّه على أنه بدل من أحد و بدل المجرور مجرور .

و في أمثلة المجموعة ( جـ ) نجد المستثنى منه غير مذكور ، و نجد ما بعد ( إلَّا ) في المثال الأول مرفوعاً ؛ لأنه فاعل ، و منصوباً في المثال الثاني ؛ لأنه مفعول به و مجروراً في المثال الثالث بحرف الجر ( الباء ) . و من هنا نعلم أنه إذا حذف المستثنى منه من الكلام يُسَمَّى الاستثناء مُفَرَّغاً . و معنى ذلك أنَّ العامل الذي قبل ( إلَّا ) لم يجد له معمولاً فتفرَّغ للعمل فيما بعدها . ففي المثال الأول لم يجد الفعل ( يقع ) معمولاً له فتفرغ لرفع كلمة ( فاعل ) ، كما أن الفعل ( تتبع ) تفرغ لنصب كلمة ( الحق ) ، و جاء بعد الفعل اللازم ( يحيق ) مجروراً بالباء و هو ( أهل ) .

القاعدة  :

1 - الاستثناءُ : هوَ إخراجُ ما بعدَ ( إلَّا ) و أخواتِها من حكم ما قبلَها .

2 - يُسَمَّى ما قبلَ ( إلَّا ) و أخواتِها مُسْتَثْنىً منه ، و ما بعدَها مُستثنى ، و تسمىَّ ( إلّا ) و أخواتُها أدوات استثناء .

3 - للمُسْتَثْنى بـ ( إلَّا ) ثلاثُ حالاتٍ :

أ - وجوبُ نصبِهِ ، و ذلكَ إذا كانَ الاستثناءُ تامّاً مثبتاً ، و هو ما ذُكِرَ فيه المُسْتَثنى منه و لم يُسْبَقْ بنفيٍ أو شبهِهِ .
ب  - جوازُ نصبِهِ على الاستثناءِ أو إتباعهِ للمستثنى منه بدَل بعضٍ من كُلٍّ ، و ذلكَ إذا كانَ الاستثناءُ تامّاً منفيّاً .
جـ - إعرابُهُ حسبَ العاملِ الذي قبل ( إلَّا ) ، و ذلكَ إذا كانَ الاستثناءُ غيرَ تامٍّ ( أيْ مُفَرَّغاً من المستثنى منه ) و لا يكونُ ذلك إلَّا في كلامٍ منفيٍّ ، و تكونُ ( إلَّا ) حينئذٍ أداةَ حصرٍ لا عمل لها .




ثانياً : الاستثناءُ بـ ( غير ) و ( سوى )


          الأمثلة :


(أ)


1 -  تصدأُ كلُّ المَعادنِ غيرَ الذهبِ سِوَى الذهبِ .

2 - سَمِعْتُ القصيدةَ غَيرَ بيتين سِوَى بيتين .

3 -  أثنيتُ على التلاميذِ غيرَ المهملِ سِوَى المهملِ .

 

(ب)


4 - لا يَسْعَى أحدٌ في طلبِ الفضيلةِ غيرَ العاقلِ غيرُ العاقلِ سوى العاقلِ .

5 - لا أعرفُ مذهباً غيرَ مذهبِ الحقِّ  - سِوَى مذهبِ الحقِّ .

6 - لا تَثِقْ بأحدٍ غيرَ الأمينِ غيرِ الأمينِ سِوَى الأمينِ .

 

(جـ)  

7 - لم يَنْفَعْنِي غيرُ الصدقِ سِوَى الصدقِ  .

8 - لا تَقُلْ غيرَ الحقِّ سِوَى الحقِّ .

9 - لا تَتَّصِلْ بغيرِ الأخيارِ بسِوَى الأخيارِ .

     

 الشرح:

في أمثلة المجموعة ( أ ) نجد الاسمين ( غير و سِوى ) قد حلَّا مكان أداة الاستثناء ( إلَّا ) ، و دلَّا على ما دلت عليه ، غير أنَّ ( غير و سوى ) يأخذان حكم الاسم الواقع بعد ( إلَّا ) ، فيُنْصَبَان وجوباً على الاستثناء إن كان الكلام تامّاً مثبتاً و يجرُّ المستثنى بهما ( 1 ) بالإضافة دائماً و ذلك نحو ( الذهب ، بيتين ، المهمل ) في أمثلة مجموعة ( أ ) .

 و إن كان الكلام منفيّاً و المستثنى منه موجوداً نصبناهما على الاستثناء ، أو أتْبَعْنَاهُما لما قبلَهما ، و ذلك كما في أمثلة المجموعة ( ب ) .

و إن كان المستثنى منه غير موجود أعربْنَاهُمَا على حسب موقعهما من الجملة ، و ذلك كما في أمثلة المجموعة ( جـ ) . و تعرب ( غير ) بالحركات الظاهرة . أما ( سوى ) فإنها تعرب إعراب الاسم المقصور بحركات مقدرة يمنع من ظهورها التعذُّر .


القاعدة  :

تُعْرب ( غير ) و ( سوى ) إعرابَ ما بعدَ ( إلَّا ) في أحوالِهِ السابقةِ إعراباً ظاهراً على ( غير ) و مقدَّراً على ( سوى ) ، و يُجَرُّ المستثنى بعدَهُمَا بالإضافةِ.







ثالثاً : الاستثناءُ بـ ( خلا ) و ( عدا ) و ( حاشا )




          الأمثلة :


(أ)

1 - وَضعَ أبو الأسود الدؤلِي أبوابَ النحوِ عَدَا بابَ النعتِ / عَدَا بابِ النعتِ .
2 - نَبَغَ الطلابُ ما عَدَا أخاكَ .

 
(ب)

3 - تفتحت الأزهارُ خَلا وردةً / خَلا وردةٍ .
4 - كلُّ شيءٍ ما خَلا اللهَ باطلٌ .
  
 
(جـ)

5 - أُحِبُّ السَّفَرَ في كلِّ فصلٍ حاشا فصلَ الشتاء / حاشا فصلِ الشتاء .
6 - قرأتُ القصصَ ما حاشا القصصَ السُّوقيَّة .

 الشرح:

إذا تأملنا في هذه الأمثلة أدركنا أن ( خلا ) و ( عدا ) و ( حاشا ) قد حلت محل ( إلَّا ) ، غير أنَّ هذه الأدواتِ تستعمل أفعالاً تارة ، و تستعمل حروفاً تارة أخرى .

في المثالين الواردين في المجموعة ( أ ) نجدُ ( عدا ) في المثال الأول لم تتقدَّم عليها كلمة ( ما ) الزائدة فلذلك جاز لنا أن نعدَّها فعلاً ماضياً ، فيكون ما بعدها منصوباً على أنه مفعول به ، و جاز لنا أنْ نعدَّها حرف جر ، فيكون ما بعدها مجروراً بها . أما إذا سبقتها كلمة ( ما ) و ذلك كما في المثال الثاني – فيجب أن تكون فعلاً ، و لذا يجب نصب ما بعدها على أنه مفعول به .

و مثل ( عدا ) كلمتا ( خلا ) و ( حاشا ) ، فيجوز نصبُ ما بعدهما و جرُّه كما في المثال الثالث من المجموعة ( ب ) و الخامس من المجموعة (  جـ ) ، و يجب نصب ما بعدهما إذا سبقتهما كلمة ( ما ) كما في المثال الرابع من المجموعة ( ب ) و السادس من المجموعة ( جـ ) .

و النصب بـ ( خلا ) و ( عدا ) كثير ، و بـ ( حاشا ) قليل ؛ لأن العرب لم تسبقها بـ ( ما ) إلا نادراً ، و فاعل هذه الأفعال ضمير مستتر فيها وجوباً تقديره ( هو ) يعود على المستثنى منه .




القاعدة:

المستثنى بـ ( خلا ) و ( عدا ) و ( حاشا ) يجوز نصبه على أنه مفعول به لها ، و هي أفعال ماضية ، و جرُّه على أنها حروف جرٍّ . هذا إذا لم تسبقها ( ما ) ، أما إذا سبقتها ( ما ) فيجب نصبه على المفعولية و وجب إعرابها أفعالاً ماضية.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق