شروطهما و إعرابهما
الأمثلة :
(أ)
1 - قالَ تعالَى : (فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)
2 - قالَ تعالَى :( قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ )
3 - قالَ تعالَى :(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا )
(ب)
4 - ما أحسن إتقانَ الصانعِ عَمَلَهُ ! ما أحسَن أن يتقن الصانعُ عملَه !
5 - ما أجملَ إصباحَ الجو معتدلاً ! ما أجملَ أن يُصبح الجوُّ معتدلاً !
6 - ما أشدّ خُضْرَةَ الزرعِ ! ما أشدّ أن يَخْضَرَ الزرعُ !
(جـ)
7 - ما أجملَ أن يُقالَ الحقُّ دائماً !
8 - ما أولىَ ألا نَتَوانَى عن نُصرةِ المظلومِ !
الشرح:
قد يثير الشيء في الإنسان الدهشة و التعجّب ، لصفة قوية بارزة فيه ، حُسْناً أو قُبحاً ، و العرب تعبِّر عن ذلك بأساليب مختلفة ، كقولهم مثلاً : للّه دَرُّ فلان ! أو سبحان اللَّه ! أو باستعمالهم الاستفهام بمعنى التعجب ، كقوله تعالى :
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ)
|
وهذه الأساليب كلها سماعية .
غير أن اللغة العربية تستخدم للتعجب صيغتين استخداماً قياسيّاً ، أي مطرداً ، و هما :
( ما أَفْعَلَهُ ) ، و ( أَفْعِلْ به ) و استقراء كلام العرب يدلنا على أنهم لا يبنون هاتين الصيغتين من كل فعل في العربية ، إذ تُشترط في هذا الفعل شروط سبعة هي : أن يكون متصرفاً ، قابلاً للتفاوت ، ثلاثيّاً ، تامّاً ، ليس الوصف منه على وزن ( أفعل ) الذي مؤنثه ( فعْلاء ) مبنيًّا للمعلوم ، مثبتاً .
و إذا تأملت أمثلة المجموعة ( أ ) وجدت صيغ التعجب فيها جاءت من الأفعال : ( كفر، و صبر ، و سمع ، و بصر ) و هي مستوفية للشروط السابقة ، فليس فيها ما ينافي هذه الشروط .
فإذا اختل الشرط الأول ، بأن كان الفعل جامداً غير متصرف ، مثل : نِعْمَ ، و بئس ، و عسى ، فلا يتعجب منه مطلقاً . و كذلك الحال إذا كان معناه غير قابل للتفاوت ، أي المفاضلة بالزيادة و النقصان مثل : مات ، و فني إذ لا تفاوت بين الناس في الموت و الفناء .
و إذا كان الفعل غير ثلاثي مثل : أتقن ، و انطلق ، و استخرج ، أو كان ناقصاً مثل : أصبح ، و كان ، و صار ، أو كان الوصف منه على ( أفعل ) الذي مؤنثه ( فعلاء ) و يكون ذلك فيما دل على لون أو عيب أو حلية ، مثل : أخضر ، و أعرج ، و أغيد و في كل حالة من الحالات الثلاث ، نتوصل إلى التعجب من الفعل بطريق غير مباشرة ، و ذلك بأن نأتي بصيغتي : ما أَفْعَلَه ، و أَفْعِلْ به ، من فعل مناسب للمقام ، مستوفٍ للشروط السبعة ، ثم نأتي بمصدر الفعل المراد التعجب منه صريحاً أو مؤولاً ، كما يتضح ذلك من أمثلة المجموعة ( ب ) .
أما إذا اختل أحد الشرطين الأخيرين ، و ذلك بأن كان الفعل مبنيّاً للمجهول ، أو منفيّاً ، فإننا نتوصل إلى التعجب في الحالتين بفعل مناسب للمقام مستوف للشروط السبعة كذلك ، ثم نأتي بالمصدر المؤول للفعل ، و لا يصح هنا المصدر الصريح ، و كل ذلك واضح في المجموعة ( جـ ) من الأمثلة السابقة .
أما إعراب صيغتي التعجب فيكون على النحو التالي :
( ما ) في المثال الأول تعجبية بمعنى : شيء في محل رفع مبتدأ ، و ( أصبر ) فعل ماض مبني على الفتح ، و الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره ( هو ) يعود على ( ما ) ، و ( هم ) الهاء ضمير مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، و الميم علامة جمع الذكور ، و الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ( ما ) .
أما الصيغة الثانية فيعرب الفعل ( أسمع ) في الآيةِ الكريمةِ فعل ماضٍ جاء على صيغة الأمر للتعجب مبني على السكون ، و الباء في ( بهم ) حرف جر زائد ، و الهاء ضمير مبني على الكسر في محل رفع فاعل و الميم علامة جمع الذكور .
القاعدة:
1 - للتعجبِ في اللغةِ العربيةِ صيغٌ كثيرةٌ ، و القياسيُّ منها صيغتان ما أَفْعَلَهُ ، و أَفْعِلْ به .
2 - يشترطُ في الفعلِ الذي تصاغُ منه صيغتا التعجب شروطٌ سبعةٌ هي : أنْ يكون متصرِّفاً ، قابلاً للتفاوتِ ، ثلاثيّاً ، تامّاً ، ليس الوصفُ منهُ على وزن ( أَفْعَل ) الذي مؤنثه ( فعلاء ) ، مبنيّاً للمعلوم ، مثبتاً .
3 - إذا كان الفعل المراد بناء صيغتي التعجب منه غير مستوفٍ للشروط جميعها فلا يخلو من ثلاث حالات :
أ - إذا كانَ الفعلُ جامداً أو غيرَ قابلٍ للتفاوت ، فلا يتعجب منه مطلقاً .
ب - إذا زادَ الفعلُ على ثلاثةِ أحرفٍ ، أو كان ناقصاً ، أو كانَ الوصفُ منه على وزنِ ( أفعل ) الذي مؤنثه ( فَعْلاء ) توصَّلنا إلى التعجبِ منه بفعلٍ مناسبٍ مستوفٍ للشروطِ ، و جئنا بعده بمصدرِ الفعلِ صريحاً أو مؤولا .
جـ - إذا كان الفعلُ مبنيّاً للمجهولِ أو منفيّاً ، توصَّلنا إلى التعجبِ بفعلٍ مناسبٍ مستوفٍ للشروطِ كذلك ، و جئنا بعدَه بمصدرِ الفعلِ مؤولاً فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق