الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

الإضافة



     ( أ ) تعريفها و بعض أحكامها





 الأمثلة :



(أ)

1 - قال تعالى :(أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ) 
2 - قال تعالى :( إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم )
 
(ب)

3 - قال تعالى :(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)
4 - قال تعالى :( وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ ).
 
(جـ)

5 - يا فاعل الشرِّ ، ألم يَئْنِ لقلبك أن يلين لذكر الله .
6 - مَرَّ بي فقيرٌ مُهَلْهَلُ الثوبِ.
7 - هذان الرجلان مكرما الضيفِ .  
8 - هؤلاء الرجال مكرمو الضيفِ .



الشرح:



عرفنا من قبل  أن الاسم ينقسم قسمين : نكرة و معرفة . كما عرفت أن من أنواع المعارف ( المعرّف بالإضافة ) . و سوف ندرس هنا بعض تفصيلات التركيب الإضافي الذي يتكون من مضاف و مضاف إليه  .

تأمل أمثلة المجموعة ( أ ) تجد أن المضاف إليه معرفة ( البحر، الزقوم ، الأثيم ) أما المضاف فإنه كان في الأصل نكرة ( صيد ، شجرة ، طعام ) إلا أنه اكتسب من المضاف إليه التعريف . فكلمة ( صيد ) مثلاً تدل وحدها على صيد غير معين ، فإذا قلنا : ( صيد البحر ) فإننا نكون قد
عيَّناها و عرَّفناها . و يحصل التعريف بإضافة النكرة إلى أحد أنواع المعارف الخمسة : العلم ، الضمير ، اسم الإشارة ، اسم الموصول ، المحلَّى بـ ( أل ) .

أما أمثلة المجموعة ( ب ) فقد جاء المضاف إليه فيها نكرة ( مسكين ، رقبة ) ، و المضاف أيضًا نكرة ( طعام ، فَكّ ) و لهذا لم يكتسب من المضاف إليه التعريف كما في المجموعة الأولى ، و إنما اكتسب التخصيص ، فإنه مما لا شك فيه أن كلمة ( طعام ) عامة تشمل أي طعام ، فإذا قلنا ( طعام مسكين ) فقد قلَّ العموم و اكتسب التخصيص بسبب الإضافة إلى نكرة .

ثم تأمل أمثلة المجموعة ( جـ ) تجد أن المضاف وصف مشتق أضيف إلى معموله لم يكتسب من المضاف إليه لا تعريفًا و لا تخصيصًا ، و الدليل على أن المضاف في هذه الأمثلة لم يكتسب التعريف جواز و قوعه نعتًا للنكرة كما في المثال السادس ، و جواز وقوعه حالاً في قولك : ( مرَّ الفقير مهلهلَ الثوب ) و قد سبق أن عرفت أن الحال لا تكون إلا نكرة فدل مجيء المضاف هنا حالاً على أن تنكيره باقٍ ، أما دليل عدم اكتسابه التخصيص فهو أن التخصيص حاصل قبل الإضافة فأصل العبارة ( مرَّ بي فقير مهلهلٌ ثوبُه ) فتخصيص كلمة ( مهلهل ) بـ ( الثوب ) حاصل في هذه الجمل قبل مجيء الإضافة .

و لك أن تتسأءل بعد هذا : ما الذي اكتسبه المضاف من الإضافة في هذه الحالة ؟ و تكون الإجابة : أن المضاف اكتسب من الإضافة التخفيف فقط بحذف التنوين منه كما في المثالين الخامس و السادس من المجموعة نفسها ، و حذف نون المثنى و نون الجمع كما في المثالين السابع و الثامن ، إذ الأصل فيها على الترتيب ( فاعلًا الشرَّ ) ، ( مهلهلٌ ثوبُه ) ، ( مكرمان الضيفَ ) ، ( مكرمون الضيفَ ) و لما كان نطق هذه الكلمات بدون التنوين و النون أخفَّ على اللسان حسن إضافتها إلى ما بعدها .

و يحصل هذا النوع من الإضافة إذا كان المضاف وصفًا مشتقًّا ، أي اسم فاعل مثل : ( فاعل ) ، أو اسم مفعول مثل : ( مُهلهَل ) ، أضيف إلى معموله ، و معنى إضافته إلى معموله أن المضاف إليه كان قبل الإِضافة نائب فاعل كما في ( مهلهلٌ ثوبهُ ) أو مفعولًا به كما في ( مكرمان الضيف ) ، و لما كان في نطق هذه الكلمات بهذه الصورة ثقل حَسُنَ إضافتها إلى معمولاتها
كما مر . و من هنا نستنتج أن المضاف يكتسب من المضاف إليه ثلاثة أشياء هي التعريف ، أو التخصيص ، أو التخفيف .

و عليك أن تعرف أنه يجب في كل الحالات التخفيف بحذف ما في المضاف من تنوين ، أو نون تثنية و جمع ، أو ( أل ) التعريف ، عدا حالة إضافة الوصف المشتق إلى معموله ، فإننا نحذف التنوين أو النون عند الإضافة و لا نحذف عند إعمال المشتق ، كما يجوز دخول ( أل ) على المضاف فيها ، نحو : ( مرَّ الفقيرُ المهلهلُ الثوب ) و ( هذان الرجلان المكرما الضيف ) و هكذا .

بقي أن تعرف أن المضاف إليه مجرور دائماً ، أما المضاف فيعربُ حسب موقعه في الجملة ، فكلمة ( صيدُ ) في المثال الأول نائب فاعل ، و كلمة ( شجرةَ ) في المثال الثاني اسم ( إن ) ، و كلمة ( طعامُ ) في المثال نفسه خبر ( إن ) . و قد يأتي الاسم مضافاً و يكون مضافاً إليه في الوقت نفسه كقولك ( استمتعت بقراءة ديوان المتنبي ) فكلمة ( ديوان ) مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة ، و هو مضاف .


القاعدة:



1 - الإضافة : نسبة بين اسمين يُسمَّى الأول منهما مضافًا ، و يُسمَّى الثاني مضافًا إليه .

2 - يكتسب المضاف من الإضافة : التعريف و التخفيف إذا كان المضاف إليه معرفة ، و التخصيص و التخفيف إذا كان المضاف إليه نكرة ، و التخفيف فقط إذا كان المضاف وصفًا مشتقًا أضيف إلى معموله .

3 - يجب أن يحذف من المضاف ما فيه من تنوين ، و نون تثنية أو جمع ، و ( أل ) التعريف ، إلا إذا كان الغرضُ من الإضافة التخفيف فقط فيجوز دخول ( أل ) على المضاف .

4 - يعرب المضاف حسب موقعه من الجملة ، أما المضاف إليه فيكون مجرورًا بالإضافة دائمًا .










( ب ) المضاف إلى ياء المتكلم






 الأمثلة :


 
(أ)

  1 - قال تعالى : (إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ).

2 - قال تعالى :(قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ).
3 - قال تعالى : اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي) .
4 - قال تعالى :(إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ).
5 - قال تعالى :(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ).
6 - قال تعالى :  (وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ).


(ب)

7 - قال تعالى :(قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي).
8 - أراد رامِيَّ بسهم أن يقتلني و لكنَّ اللّهَ سلّمَ .

9 - هذان أخوايَِ في الله .

10 - قال تعالى :(مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ).

11 - هؤلاءِ مساعديَّ .
 


الشرح:


الكلمات الملونة في الأمثلة السابقة ، كلمات مضافة إلى ياء المتكلم ، و إذا تأملت الكلمات السِّتَّ الأُوَل وجدتها تخلو من أمثلة المقصور و المنقوص و المثنى و جمع المذكر السالم . و إذا تأملت آخرها وجدته مكسورًا دائمًا و تُسمى هذه الكسرة حركة المناسبة ؛ لأن ياء المتكلم لا يناسب أن يسبقها سوى الكسرة ، و مِنْ ثَمَّ تكون حركة الإعراب مقدرة يمنع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة . أما ياء المتكلم فيجوز إسكانها كما في الأمثلة الثلاثة الأولى ، و يجوز فتحها كما في الأمثلة الثلاثة التالية لها .

 أما الأمثلة الخمسة الأخيرة فتحتوي على اسم مقصور ( عصا ) و اسم منقوص ( رامي ) و مثنَّى ( أخَوان ) و جمع مذكر سالم ( مصرخين و مساعدون ) . و إذا تأملت آخر هذه الأسماء قبل ياء المتكلم ، وجدته ساكنًا ، أما الياء نفسها فهي مفتوحة دائمًا . كما نلحظ أن آخر الكلمة إن كان ياء أدغم في ياء المتكلم ، و يصدق هذا على ياء المنقوص ، و ياء المثنى و جمع المذكر السالم في حالتي النصب و الجر . أما واو جمع المذكر السالم في حالة الرفع ، فإنها تقلب ياء كذلك ، و تدغم في ياء المتكلم كما في ( مساعديَّ ) و أصله ( مساعدوني ) ثم صارت عند الإضافة : ( مساعِدُويَ ) فقلبت الواو ياء و أُدغمت في ياء المتكلم ، كما ذكرنا .


القاعدة:



1 - إذا أُضيفَ الاسم إلى ياءِ المتكلمِ وجب كسر آخرِه . و جاز إسكان ياءِ المتكلم أو فتحها .

2 - إذا كان المضاف إلى ياء المتكلم اسمًا مقصورًا ، أو منقوصًا ، أو مثنَّى ، أو جمع مذكر سالمًا وجب إسكان آخره و فتح ياء المتكلم .

3 - إذا أضيف جمع المذكر السالم المرفوع إلى ياء المتكلم قُلبت واوه ياءً وأُدغمت في ياء المتكلم .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق