أولاً : أقسامُ الفاعِل
الأمثلة :
(أ)
1- يَعْطِفُ الآباءُ على الأبناءِ .
2 - لا يَعْدَمُ الصبورُ الظَّفَرَ و إنْ طالَ به الزمانُ.
(ب)
3 - التمسُوا الرزقَ في خَبَايَا الأرضِ .
4 - أيَّتُها الطالباتُ تأدَّبْنَ بآداب الشريعةِ ، و اسْلُكنَ طريقَ الرشادِ .
(جـ)
5 - البِشْرُ أقبلَ .
6 - الِْزَمِ الصمْتَ ؛ فإنَّهُ يُكْسِبُكَ صَفْوَ المحبةِ .
( د )
7 - ما حَضَرَ إلَّا أنا .
(هـ )
8 - يَسُوؤُني أنْ تُهِينَ الفقيرَ .
9 - يَسُرُّني أنْ تُتْقِنَ عَمَلَكَ .
الشرح:
عرفنا من قبل أن الفاعل اسم مرفوع يدل على من فعل الفعل ، و له أنواع متعددة سنبينها في هذا الدرس .ففي المثالين الواردين في مجموعة ( أ ) نجد الفاعل اسماً ظاهراً صريحاً ، فهو في المثال الأول كلمة ( الآباء ) ، و في المثال الثاني كلمتا ( الصبور و الزمان).
أما الفاعل في المثالين الواردين في مجموعة ( ب ) فنجده ضميراً متَّصلاً ، فهو في المثال الأول ( واو الجماعة ) المتصلة بالفعل ( التمس ) ، و في المثال الثاني ( نون النسوة ) المتَّصِلَة بالفعلين ( تأدَّبَ و اسْلُكْ ) .
الأول ضمير مستتر جوازاً في الفعل ( أَقْبَلَ ) تقديره ( هو ) ، و في المثال الثاني ضمير مستتر وجوباً في الفعل ( الزَمْ ) تقديره ( أنت ) و أما المثال الوارد في الفقرة ( د ) فنجد الفاعل ضميراً وقع بعد ( إلَّا ) و هو ضمير منفصل .
و في المثالين الأخيرين نجد الفاعل مصدراً مؤَوّلاً بالصريح ، فجملة ( أنْ تهين الفقير ) في المثال الأول في تأويل مصدر تقديره : ( إهانتك ) و هو فاعل ( يسوءُ ) . و جملة ( أنْ تُتْقِنَ عَمَلَكَ ) في المثال الثاني في تأويل مصدر تقديره : ( إتقانك ) و هو فاعل ( يسرُّ ) .
القاعدة:
1 - الفاعلُ اسمٌ مرفوعٌ تقدَّمَهُ فِعْلٌ مبنيٌّ للمعلومِ و دَلَّ على مَنْ فَعَلَ الفعلَ أو قامَ بهِ .2 - و يكونُ الفاعلُ :
( أ ) اسماً ظاهراً . ( ب ) ضميراً متَّصلاً .
( جـ ) ضميراً منفصلاً . ( د ) ضميراً مستتراً .
( هـ ) مصدراً مؤوَّلاً .
ثانياً : حُكْمُ الفعلِ معَ فاعِلِهِ المثنَّى و المجموعِ
الأمثلة :
(أ)
1 - درسَ أخوكَ الشريعةَ.
2 - تربِّي الأمُّ المؤمنةُ بَنِيهَا على تَقْوى الله .
(ب)
3 - قال تعالى:( وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ)
4 - مضتِ الفَتَاتانِ في سبيلِهِمَا .
(جـ)
5 - سعَى العُمَّالُ وراءَ رزقِهِم .
6 - سَهِرتِ المُمَرِّضاتُ على راحةِ المرْضَى .
7 - أتمَّ المسلمونَ شهرَ رمضانَ .
الشرح:
إذا تأملنا الأمثلة السابقة وجدنا الفاعل فيه اسماً ظاهراً . و وجدنا أنه جاء في المجموعة ( أ ) مفرداً و هو ( أخوكَ ) في المثال الأول و ( الأمُّ ) في المثال الثاني ، و جاء في مجموعة ( ب ) مثنىًّ و هو ( الجمعان ) في المثال الأول و ( الفتاتان ) في المثال الثاني ، أما في مجموعة ( جـ ) فقد ورد الفاعل جمعاً و هو ( العمَّال ) في المثال الأول و ( الممرِّضات ) في المثال الثاني و ( المسلمون ) في المثال الأخير .و الفعلُ في هذه الأمثلة جميعاً ظلَّتْ صورته مع المثنى و الجمع كما كانت مع المفرد دون تغيير ، غير أنه ذُكِّر مع الفاعل المذكر و أُنث مع الفاعل المؤنث .
القاعدة :
إذَا كانَ الفاعلُ الظاهرُ مثنىًّ أو جمعاً بَقِيَ الفعلُ مَعَهُ كََما كانَ معَ المفردِ و لم تَلْحَقْهُ علامةُ تثنيةٍ أو جمعٍ .ثالثاً : مواضعُ تأنيثِ الفعلِ وجوباً و جَوَازاً
الأمثلة :
(أ)
1 - حنَّتِ النَّاقةُ إلى فَصِيلِهَا .
2 - الأمُّ العاقلةُ تُرَبِّي بنيها على مكارمِ الأخلاقِ .
3 - الحربُ كَشَفَتْ عن ساقهَا .
(ب)
4 - آمنتْ بالرسولِ خديجةُ / أو آمن بالرسولِ خديجةُ .
5 - طلعَتِ الشمسُ صافيةً / أو طَلَعَ الشمسُ صافيةً .
6 - تجولُ الأبطالُ في المَيْدَان / أو يجولُ الأبطالُ في المَيْدَان .
الشرح:
في الأمثلة الثلاثة الواردة في المجموعة ( أ ) نجد أنَّ الفاعل في المثال الأول كلمة ( الناقة ) و هو مؤنث حقيقي التأنيث غير مفصول عن الفعل بأي فاصل .و الفاعل في المثال الثاني ضمير مستتر تقديره ( هي ) يعود على مؤنث حقيقي التأنيث و هو كلمة ( الأم ) . و الفاعل في المثال الثالث ضمير مستتر أيضاً تقديره ( هي ) يعود على مؤنث مجازي التأنيث و هو كلمة ( الحرب ) . و في جميع هذه الأمثلة نجد الفعل قد اتصلت به ( تاء التأنيث ) و لازمته فلم تُحْذَفْ منه و لهذا كان التأنيث في هذه المواضع الثلاثة واجباً .
ثم ننقل إلى الأمثلة الواردة في المجموعة ( ب ) فنجد الفاعل في المثال الأول كلمة ( خديجة ) و هو مؤنث حقيقي التأنيث لكنه فُصِلَ بينه و بين الفعل و بين الفعل بفاصل و هو ( بالرسول ) . و الفاعل في المثال الثاني كلمة ( الشمس ) و هو مؤنث مجازيُّ التأنيث ، و الفاعل في المثال الثالث كلمة ( الأبطال ) و هو جمع تكسير .
و في هذه الأمثلة الثلاثة جاء الفعل مرة بتاء التأنيث و مرة بغير تاء التأنيث ، و هذا يدلُّ على أنَّ الفعل في هذه المواضع الثلاثة جائز التأنيث .
القاعدة:
1 - يؤنَّثُ الفعلُ معَ الفاعلِ بتاءِ التأنيثِ الساكنةِ في آخرِ الماضي ، و بتاءٍ متحركةٍ في أولِ المضارعِ .2 - يجبُ تأنيثُ الفعلِ معَ الفاعِل في موضعَيْن :
أ - إذَا كانَ الفاعلُ اسماً ظاهراً حقيقيَّ التأنيثِ غيرَ مفصولٍ عنِ الفعلِ بفاصلٍ .
ب - إذَا كانَ الفاعلُ ضميراً مستتراً يعودُ على مؤنَّثٍ حقيقيِّ التأنيثِ أو مجازيِّ التأنيثِ .
3 - يجوزُ تأنيثُ الفعلِ معَ الفاعلِ في المواضعِ الآتيةِ :
أ - إذا كانَ الفاعلُ حقيقيَّ التأنيثِ مفصولاً عن فِعْلِه .
ب - إذَا كانَ الفاعلُ ظاهراً مجازيَّ التأنيثِ .
ج - إذَا كانَ الفاعلُ جمَع تكسيرٍ.
رابعاً : تقديمُ المفعولِ بهِ على الفاعلِ وجوباً
الأمثلة :
(أ)
1 - قال تعالى:(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
2 - إنما يخفضُ المرءَ الجهلُ و المرضُ.
3 - ما هذبَّ الناسَ إلا الدِّينُ الحنيفُ .
(ب)
4 - قال تعالى:(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ).
5 - من أعجبتْه آراؤُهُ غلبتْهُ أعداؤُهُ .
6 - زانتْني حِلْيَةُ الأدبِ .
(جـ)
7 - قال تعالى:(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ).
8 - يحبُّ المدارسَ طلَّابُها.
9 - سكن الدارَ صاحُبها.
الشرح:
الأصل في المفعول به أن يتأخر عن الفاعل ، و يجوز تقديمه إذا أُمِنَ اللبس كقولك : قرأ الكتابَ محمدٌ ، و لكن قد تعرض أمور توجب تقديم المفعول به على الفاعل ، و هذا ما سنعرفه في هذا الدرس .ففي الأمثلة الواردة في المجموعة ( أ ) نجد أنَّ الفاعل في المثال الأول و هو كلمة ( العلماءُ ) ، و في المثال الثاني و هو كملة ( الجهلُ ) محصوران بـ ( إنما ) ، و الفاعل في المثال الثالث و هو كلمة ( الدينُ ) محصور بـ ( إلَّا ) . و في هذه الأمثلة الثلاثة وجب أن يتأخَّرَ الفاعل عن المفعول و لا يصحُّ تقدُّمه ؛ لأنه حصر بـ ( إنما ) أو بـ ( إلَّا ) . فلا يجوز أن نقول : إنما يخفضُ الجهلُ و المرضُ المرءَ ؛ لأننا نعكس المعنى فنجعل المحصورَ بـ ( إنما ) هو المفعولَ و هذا غير مقصود . و كذلك لا يجوز أن نقول : ما هذب الدينُ الحنيفُ إلّا الناسَ ، لهذا السبب نفسه .
و في الأمثلة الواردة في المجموعة ( ب ) نجد المفعول به في المثال الأول هو ( كاف المخاطب ) في ( يَمْسَسْكَ ) و الفاعل هو لفظ الجلالة ( اللَّه ) ، و المفعول به في المثال الثاني هو ( هاء الغيبة ) في ( أعجبته ) و الفاعل هو كلمة ( آراءُ ) ، و كذلك المفعول به في ( غلبته ) هو ( هاء الغيبة ) و الفاعل هو كلمة ( أعداءُ ) ، و المفعول به في المثال الثالث هو ( ياء المتكلم ) في ( زانتني ) و الفاعل هو كلمة ( حليةُ ) . و في جميع هذه الأمثلة تأخَّر الفاعل عن المفعول ؛ و ذلك لأنَّ المفعول به ضمير متصل و الفاعل اسم ظاهر ، و لا يجوز في هذه الحالة تقديم الفاعل على المفعول ؛ لئلَّا يلزم عليه فصل الضمير المتصل و هو هنا ممتنع .
و أخيراً ننظر إلى الأمثلة الثلاثة الواردة في المجموعة ( جـ ) فنجد المفعول به في الآية هو كلمة ( إبراهيمَ ) و كلمة ( ربُّ ) فاعل ، و المفعول به في المثال الثاني هو كلمة ( المدراسَ ) و كلمة ( طلابُ ) فاعل ، و المفعول به في المثال الثالث هو كلمة ( الدارَ ) و كلمة ( صاحبُ ) فاعل . و قد وجب تقديم المفعول به و تأخير الفاعل في هذه الأمثلة ؛ لأن في الفاعل ضميراً يعود على المفعول به و هو الهاء في ( ربه ) ، و ( طلابها ) ، و ( صاحبها ) . فلو وضع الفاعل في موضعه بعد الفعل و المفعول به في موضعه أيضاً بعد الفاعل لعاد الضمير على متأخِّر ، و الضمير إنما يعود على متقدم في الذكر .
القاعدة:
يُقَدَّمُ المفعولُ بِهِ على الفاعلِ وجوباً في ثلاثةِ مواضعَ :
1 - إذَا كانَ الفاعلُ محصوراً بـ ( إنمَّا ) أو بـ ( إلَّا ) .
2 - إذا كانَ المفعولُ بِهِ ضميراً متَّصلاً و الفاعلُ اسماً ظاهراً .
3 - إذا اتَّصلَ بالفاعلِ ضميرٌ يعودُ على المفعول .
خامساً : تَقْدِيمُ الفاعلِ علَى المفعولِ بهِ وجوباً
الأمثلة :
(أ)
1 - حدَّثتْ سَلْمَى لَيْلَى .
2 - أكرم أخي خادمي .
(ب)
3 - عرفْتُ الحقَّ و اتَّبعْتُهُ .
4 - إذا صنَعْتَ المعروفَ فاسْتُرْهُ .
(جـ)
5 - إنَّما يعرفُ الإنسانُ نفسَهُ .
6 - ما يقاومُ الكذوبُ إلا الحقَّ .
الشرح:
في المثالين الواردين في المجموعة ( أ ) نجد الفاعل في المثال الأول هو كلمة ( سلمى ) و المفعول به هو كلمة ( ليلى ) ، و الفاعل و المفعول اسمان مقصوران لا يظهر عليهما الإعراب ، فالضمَّةُ لا تظهرُ على الألف و كذا الفتحة ، فلا يُدْرَى الفاعلُ من المفعول إلَّا بالترتيب ، و الفاعل في المثال الثاني هو كلمة ( أخ ) و المفعول به هو كلمة ( خادم ) ، و الاسمان متصلان بياء المتكلم التي يمتنع معها ظهور الضمَّةِ على الفاعل و الفتحة على المفعول ؛ لأن ياء المتكلم لا يناسبُها من الحركات إلَّا الكسرة ، فلذلك وجب تقديم الفاعل على المفعول في هذين الموضعين خَشْيَةَ اللَّبْسِ بسبب خفاء الإعراب ، و حيث لا قرينةَ معنويةً و لا لفظيةً تميزُ أحَدَهما عن الآخر .
و في المثالين الواردين في المجموعة ( ب ) نجد الفاعل في المثال الأول ضميراً متصلاً ، و هو ( التاء المتحركة ) في ( عرفت ) ، و المفعول به اسماً ظاهراً و هو كلمة ( الحقَّ ) ، أو نجد كلًّا منهما ضميراً كما في نحو : ( اتبعته ) ( فالتاء المتحركة ) هنا هي الفاعل ( و هاء الغيبة ) هي المفعول ، و نجد الفاعل في المثال الثاني هو ( التاء المتحركة ) في ( صنعت ) و المفعول به كلمة ( المعروفَ ) ،
فتقديم التاء في هذين المثالين واجب ؛ لأنه إذا أُخِّر الفاعل لَزِمَ فصل الضمير مع إمكان اتصاله و هو ممنوع .
و في المثالين الواردين في المجموعة ( جـ ) نجد المفعول في المثال الأول و هو كلمة ( نَفْسَ ) محصوراً بـ ( إنَّما ) ، و المفعول في المثال الثاني و هو كلمة ( الحقَّ ) محصوراً بـ ( إلَّا ) ، و في هذين المثالين وجب أن يتأخَّر المفعول عن الفاعل ، و لا يصحُّ تقدمه ؛ لأنه حصر بـ ( إنما ) أو بـ ( إلَّا ) ، فلا يجوز أن نقول : إنَّما يعرف نفسَه الإنسانُ ؛ لأننا نعكس فنجعل المحصور بـ ( إنما ) هو الفاعل و هذا غير مقصود ، و كذلك لا يجوز أن نقول : ما يقاوم الحقَّ إلَّا الكذوبُ ؛ لهذا السبب نفسه .
القاعدة:
يُقَدَّمُ الفاعلُ على المفعولِ بهِ وجوباً في ثلاثةِ مواضِعَ :1 - إذا خَفِيَ إعرابُهُمَا لِعَدَمِ وجودِ قرينةٍ تُعَيِّنُ أحدَهُمَا منَ الآخر .
2 - إذا كانَ الفاعلُ ضميراً متَّصلاً سواءٌ أكانَ المفعولُ ظاهراً أمْ ضميراً .
3 - إذا كانَ المفعولُ محصوراً بـ ( إنَّما ) أو بـ ( إلَّا ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق