الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الحال




أولاً : تعريفُ الحالِ و أنواعُه

         الأمثلة  :


(أ)

1 - وقفَ الشاعرُ مُنْشِدًا .

2 -( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ).

3 -(فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ).

4 -  سُرِرْتُ بالأزهارِ متفتِّحةً .

5 -  ساءَني قطعُ الأشجارِ مثمرةً .

 
(ب)
6 -  (وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ)

7 -  دخلتُ الروضةَ و قدِ انهمرَ عليها المطرُ  .

8 -  سَرَيْنَا و نجمٌ قد أضاءَ .

9 - فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ.

 
(جـ)


10 - (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)

11 - خرجَ القائدُ بينَ رِجَالِهِ .



الشرح:



إذا تأملنا هذه الأمثلة وجدنا كلماتٍ و جملاً و شِبْهَ جملٍ يمكن الاستغناء عنها في الكلام من حيثُ انعقادُ الإِسنادِ  لا من حيثُ تمامُ المعنى . و هذه الكلمات و الجمل و شبه الجمل التي يمكن أن يستغنى عنها ، يسميها النحاة فََضْلَةً ، - أي زيادة - و قد وقعت هنا أحوالاً .

و إذا تأملنا أمثلة المجموعة ( أ ) وجدنا أنَّ كلمة ( مُنْشِداً ) وصفٌ أُتِيَ به فضلة لبيان هيئة الفاعل و هو ( الشاعر ) و المراد بالهيئة الصفة التي يكون عليها صاحب الحال عند صدور الفعل . و أنّ كلمة ( ضعيفاً ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة نائب الفاعل و هو ( الإنسان ) ، و أن كلمة ( مبشرين ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة المفعول و هو ( الأنبياء ) . و ( متفتحة ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة المجرور بحرف الجر و هو ( الأزهار ) . و ( مثمرة ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة المضاف إليه و هو ( الأشجار ) ، و تُسَمَّى هذه الأوصاف أحوالاً ، و ما بيَّنت هيئته من فاعل أو نائبِ فاعلٍ أو مفعولٍ بهِ أو مجرورٍ بحرفِ الجرِّ أو مضافٍ إليه أو غيرها يُسَمَّى صاحبَ الحال ، و يكون معرفة .

نعود إلى أمثلة المجموعة ( أ ) و نتأملُ الأحوال فيها مرة أخرى نجدُها مفردة ، أي ليست جملةً و لا شِبْهَ جملة . 
و نتأملُ أمثلة المجموعة ( ب ) نجدُ الحال في الجملتين السادسة و السابعة قد وقعت جملة فعلية . و في الجملتين الثامنة و التاسعة قد وقعت جملة اسمية . و في هذه الجمل نجدُ رابطًا يربطُ الحال بصاحبها . فالرابط في المثال السادس هو واو الجماعة في ( يستبشرون ) ، و في المثال السابع واو الحال و قد و الضمير، و في المثال الثامن واو الحال فقط ، و في المثال التاسع واو الحال و الضمير .

أما أمثلة المجموعة ( جـ ) فقد وقعت الحال فيها شبه جملة ( ظرفاً أو جارّاً و مجروراً ) . فـ ( في زينتهِ ) جار و مجرور حال من الضمير المستتر في ( خرج ) ، و ( بين ) ظرفُ مكانٍ حال من القائد .

و بقي أن نعرفَ أن الحال قد تتعدَّد ، كقولك : عاد المسافر ماشياً مُنْهكاً .

 


القاعدة:


1 - الحالُ وصفٌ فَضْلَةٌ تبيِّنُ هيئةَ صاحبِهِ عندَ صدورِ الفعلِ .

2 - صاحبُ الحالِ : هوَ ما تبيِّنُ الحالُ هيئتَه ، و هو إمَّا الفاعلُ أو نائبُ الفاعلِ أو المفعولُ بهِ أو المضافُ إليهِ أو المجرورُ بالحرفِ .... و الأصلُ فيهِ أنْ يكونَ معرفةً .

3 - تأتي الحالُ مفردةً . و تأتي جملةً فعليةً أو اسميةً مشتملةً على رابط يربِطُها بصاحبِ الحال ، و الرابط يكونُ ضميراً ، و يكون واواً ، و يكونُ الواوَ و الضميرَ معاً ، و يكون الواوَ و قَدْ . كما تأتي الحالُ شبهَ جملةٍ ( ظرفاً أو جارًّا و مجروراً ) .







ثانياً : الحالُ المُشْتَقَّةُ و الجَامِدَة





          الأمثلة :



(أ)



1 - أُحِبُّ المتعلِّم مجتهدًا ، و أغضبُ منهُ مهمِلاً .

2 - قامَ أخوكَ مشروحَ الصدرِ ضحوك السِّنِّ.

3 - مَنْ تعلَّم صغيرًا تَقَدَّمَ كبيرًا .

 
(ب)

4 - هجمَ القائدُ على العدوِّ أسدًا .

5 - طلعَ القمرُ بدرًا .

 
(جـ)

6 - سلَّمتُ البائعَ نقودَهُ يدًا بيَدٍ .

7 - قابلتُهُ وَجْهاً لِوَجْهٍ.

 
(د)

8 - اشتريتُ القَمْحَ صاعًا بخمسةِ ريالاتٍ .

9 - و بِعْتُهُ كَيْلَةً بريالينِ .


(هـ)

10 - خرجَ الطلابُ ثلاثةً ثلاثةً .

11 - تعلَّموا المسائلَ واحدةً واحدةً .

 
( و)

12 -(فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ)
13 - انتهى الشهر ثلاثين يومًا.

 
 (ز)

14 - (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)
15 - ( إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْءآنًا عَرَبِيًّا  ).





الشرح:



نتأمَّلُ أمثلة المجموعة ( أ ) نجدُ أنَّ كلاًّ منها يشتمل على حال نكرةٍ مشتقةٍ من فعل ماض و هذا شرط فيها . ففي المثال الأول جاءت الحال اسم فاعل و هي كلمتا ( مجتهداً ) ، و ( مهملاً ) . و في المثال الثاني جاءت الحال اسم مفعول و هي كلمة ( مشروحَ ) ، و مرة صيغة مبالغة و هي كلمة ( ضحوكَ ) .

  و في المثال الثالث جاءت الحال صفة مشبهة و هي كلمتا ( صغيرًا ) و ( كبيرًا ) .

و يقصدُ بالحال المشتقة أن تكون وصفاً ؛ إما اسم فاعل ، أو اسم مفعول ، أو صيغة مبالغة ، أو صفة مشبهة باسم الفاعل .

نتأمَّلُ المثالين في المجموعة ( ب ) نجدُ الحالين ( أسدًا ) و ( بدرًا ) اسمين جامدين يدلَّان على تشبيه ، و قد أمكن مجيئُهما كذلك ؛ لأنه يصحُّ تأويلهما بالمشتقِّ دون تكلُّف ، فـ ( أسداً ) مؤوَّلٌ بـ ( شجاع ) ، ( بدراً ) مؤول بـ ( منير ) ، فكلُّ حال من هاتين الحالين بمنزلة المشبه به أي كالأسد و كالبدر .

نتأمَّلُ المثالين في المجموعة ( جـ ) نجدُ الحالين ( يدًا بيد ) ( و وجهًا لوجهٍ ) تدلَّان على مُفَاعَلَةٍ ، أي أنَّ معناهما جارٍ على صيغة المفاعلة ، و هي الصيغة التي تقتضي جانبين في أمر . فمعنى الكلمتين ( يداً بيدٍ ) مقابضة ، و تأويلها ( مقابضين ) ، و معنى الكلمتين ( وجهاً لوجه ) مقابلة ، و تأويلها ( مقابلين ) .

ننظر إلى المثالين في المجموعة ( د ) نجدُ الحالين ( صاعًا ) و ( وكَيلةً ) تدلَّان على سعر ، و هما مؤوَّلان بالمشتق . فمعنى ( اشتريت القمح صاعاً بخمسة ريالات ) أي : مسعَّراً كل صاعٍ بخمسة ريالاتٍ ، و معنى ( بعته كيلةً بريالين ) أي : مسعَّراً كلُّ كيلةٍ بريالين .

أمَّا المثالان في المجموعة ( هـ ) فنجدُ الحالين ( ثلاثةً ثلاثةً ) و ( واحدةً واحدةً ) تدلان على الترتيب . فمعنى ( خرج الطلابُ ثلاثةً ثلاثةً ) أي : مترتّبين . و معنى ( تعلَّموا المسائلَ واحدةً واحدةً ) أي : مرتَّبات . و من مجموع الكلمتين المكرَّرتين تنشأ الحال المؤولة على الترتيب ، و ضابطُها هو أن يذكرَ المجموعُ ثم يُذْكَرَ بعضُه مكرراً ، فـ ( ثلاثة ثلاثة ) حال و هي بعض من ( الطلاب ) ، و ( واحدة واحدة ) حال و هي بعض من  ( المسائل ) . و إنما صحَّ مجيء الحال جامدة في هذه المواضع كلِّها بكثرة لسهولة

تأويلها بالمشتق ، على أنها قد تأتي جامدة غير مؤولة بالمشتق ، و ذلك إذا دلت على عدد أو كانت موصوفة ، فـ ( أربعين ) و ( ثلاثين ) في المجموعة ( و ) حالان جامدتان غير مؤولتين بالمشتق و تدلان على عدد . و ( بشرًا ) و ( قرآنًا ) كما في المجموعة ( ز ) حالان جامدتان غير مؤولتين بالمشتق ، و أجاز ذلك وصف ( بَشَرٍ ) بـ ( سَوِيٍّ ) و ( قرآن ) بـ ( عربيّ ) .

 


القاعدة:



الأصلُ في الحالِ أنْ تكونَ نكرةً مشتقةً ، و تأتي جامدةً مؤولةً بالمشتقِّ في مواضعَ :

1 - إذا دلَّتْ على تشبيهٍ .

2 - إذا دلَّتْ على مُفَاعَلةٍ .

3 - إذا دلَّتْ على سعرٍ .

4 - إذا دلَّتْ على ترتيبٍ .



 و تأتي جامدةً غير مؤولةٍ بالمشتقِّ في مواضعَ منها :

1 - أن تدلَّ على عددٍ .

2 -أن تكونَ موصوفةً .










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق