أولاً : تعريفُ الحالِ و أنواعُه
الأمثلة :
(أ)
1 - وقفَ الشاعرُ مُنْشِدًا .
2 -( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ).
3 -(فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ).
4 - سُرِرْتُ بالأزهارِ متفتِّحةً .
5 - ساءَني قطعُ الأشجارِ مثمرةً .
(ب)
6 - (وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ)
7 - دخلتُ الروضةَ و قدِ انهمرَ عليها المطرُ .
8 - سَرَيْنَا و نجمٌ قد أضاءَ .
9 - فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ.
(جـ)
10 - (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)
11 - خرجَ القائدُ بينَ رِجَالِهِ .
الشرح:
إذا تأملنا هذه الأمثلة وجدنا كلماتٍ و جملاً و شِبْهَ جملٍ يمكن الاستغناء عنها في الكلام من حيثُ انعقادُ الإِسنادِ لا من حيثُ تمامُ المعنى . و هذه الكلمات و الجمل و شبه الجمل التي يمكن أن يستغنى عنها ، يسميها النحاة فََضْلَةً ، - أي زيادة - و قد وقعت هنا أحوالاً .
و إذا تأملنا أمثلة المجموعة ( أ ) وجدنا أنَّ كلمة ( مُنْشِداً ) وصفٌ أُتِيَ به فضلة لبيان هيئة الفاعل و هو ( الشاعر ) و المراد بالهيئة الصفة التي يكون عليها صاحب الحال عند صدور الفعل . و أنّ كلمة ( ضعيفاً ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة نائب الفاعل و هو ( الإنسان ) ، و أن كلمة ( مبشرين ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة المفعول و هو ( الأنبياء ) . و ( متفتحة ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة المجرور بحرف الجر و هو ( الأزهار ) . و ( مثمرة ) وصف أُتِيَ به لبيان هيئة المضاف إليه و هو ( الأشجار ) ، و تُسَمَّى هذه الأوصاف أحوالاً ، و ما بيَّنت هيئته من فاعل أو نائبِ فاعلٍ أو مفعولٍ بهِ أو مجرورٍ بحرفِ الجرِّ أو مضافٍ إليه أو غيرها يُسَمَّى صاحبَ الحال ، و يكون معرفة .
نعود إلى أمثلة المجموعة ( أ ) و نتأملُ الأحوال فيها مرة أخرى نجدُها مفردة ، أي ليست جملةً و لا شِبْهَ جملة .
و نتأملُ أمثلة المجموعة ( ب ) نجدُ الحال في الجملتين السادسة و السابعة قد وقعت جملة فعلية . و في الجملتين الثامنة و التاسعة قد وقعت جملة اسمية . و في هذه الجمل نجدُ رابطًا يربطُ الحال بصاحبها . فالرابط في المثال السادس هو واو الجماعة في ( يستبشرون ) ، و في المثال السابع واو الحال و قد و الضمير، و في المثال الثامن واو الحال فقط ، و في المثال التاسع واو الحال و الضمير .
أما أمثلة المجموعة ( جـ ) فقد وقعت الحال فيها شبه جملة ( ظرفاً أو جارّاً و مجروراً ) . فـ ( في زينتهِ ) جار و مجرور حال من الضمير المستتر في ( خرج ) ، و ( بين ) ظرفُ مكانٍ حال من القائد .
و بقي أن نعرفَ أن الحال قد تتعدَّد ، كقولك : عاد المسافر ماشياً مُنْهكاً .
القاعدة:
1 - الحالُ وصفٌ فَضْلَةٌ تبيِّنُ هيئةَ صاحبِهِ عندَ صدورِ الفعلِ .
2 - صاحبُ الحالِ : هوَ ما تبيِّنُ الحالُ هيئتَه ، و هو إمَّا الفاعلُ أو نائبُ الفاعلِ أو المفعولُ بهِ أو المضافُ إليهِ أو المجرورُ بالحرفِ .... و الأصلُ فيهِ أنْ يكونَ معرفةً .
3 - تأتي الحالُ مفردةً . و تأتي جملةً فعليةً أو اسميةً مشتملةً على رابط يربِطُها بصاحبِ الحال ، و الرابط يكونُ ضميراً ، و يكون واواً ، و يكونُ الواوَ و الضميرَ معاً ، و يكون الواوَ و قَدْ . كما تأتي الحالُ شبهَ جملةٍ ( ظرفاً أو جارًّا و مجروراً ) .
ثانياً : الحالُ المُشْتَقَّةُ و الجَامِدَة
الأمثلة :
(أ)
1 - أُحِبُّ المتعلِّم مجتهدًا ، و أغضبُ منهُ مهمِلاً .
2 - قامَ أخوكَ مشروحَ الصدرِ ضحوك السِّنِّ.
3 - مَنْ تعلَّم صغيرًا تَقَدَّمَ كبيرًا .
(ب)
4 - هجمَ القائدُ على العدوِّ أسدًا .
5 - طلعَ القمرُ بدرًا .
(جـ)
6 - سلَّمتُ البائعَ نقودَهُ يدًا بيَدٍ .
7 - قابلتُهُ وَجْهاً لِوَجْهٍ.
(د)
8 - اشتريتُ القَمْحَ صاعًا بخمسةِ ريالاتٍ .
9 - و بِعْتُهُ كَيْلَةً بريالينِ .
(هـ)
10 - خرجَ الطلابُ ثلاثةً ثلاثةً .
11 - تعلَّموا المسائلَ واحدةً واحدةً .
( و)
12 -(فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ)
13 - انتهى الشهر ثلاثين يومًا.
(ز)
14 - (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)
15 - ( إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْءآنًا عَرَبِيًّا ).
الشرح:
نتأمَّلُ أمثلة المجموعة ( أ ) نجدُ أنَّ كلاًّ منها يشتمل على حال نكرةٍ مشتقةٍ من فعل ماض و هذا شرط فيها . ففي المثال الأول جاءت الحال اسم فاعل و هي كلمتا ( مجتهداً ) ، و ( مهملاً ) . و في المثال الثاني جاءت الحال اسم مفعول و هي كلمة ( مشروحَ ) ، و مرة صيغة مبالغة و هي كلمة ( ضحوكَ ) .
و في المثال الثالث جاءت الحال صفة مشبهة و هي كلمتا ( صغيرًا ) و ( كبيرًا ) .
و يقصدُ بالحال المشتقة أن تكون وصفاً ؛ إما اسم فاعل ، أو اسم مفعول ، أو صيغة مبالغة ، أو صفة مشبهة باسم الفاعل .
نتأمَّلُ المثالين في المجموعة ( ب ) نجدُ الحالين ( أسدًا ) و ( بدرًا ) اسمين جامدين يدلَّان على تشبيه ، و قد أمكن مجيئُهما كذلك ؛ لأنه يصحُّ تأويلهما بالمشتقِّ دون تكلُّف ، فـ ( أسداً ) مؤوَّلٌ بـ ( شجاع ) ، ( بدراً ) مؤول بـ ( منير ) ، فكلُّ حال من هاتين الحالين بمنزلة المشبه به أي كالأسد و كالبدر .
نتأمَّلُ المثالين في المجموعة ( جـ ) نجدُ الحالين ( يدًا بيد ) ( و وجهًا لوجهٍ ) تدلَّان على مُفَاعَلَةٍ ، أي أنَّ معناهما جارٍ على صيغة المفاعلة ، و هي الصيغة التي تقتضي جانبين في أمر . فمعنى الكلمتين ( يداً بيدٍ ) مقابضة ، و تأويلها ( مقابضين ) ، و معنى الكلمتين ( وجهاً لوجه ) مقابلة ، و تأويلها ( مقابلين ) .
ننظر إلى المثالين في المجموعة ( د ) نجدُ الحالين ( صاعًا ) و ( وكَيلةً ) تدلَّان على سعر ، و هما مؤوَّلان بالمشتق . فمعنى ( اشتريت القمح صاعاً بخمسة ريالات ) أي : مسعَّراً كل صاعٍ بخمسة ريالاتٍ ، و معنى ( بعته كيلةً بريالين ) أي : مسعَّراً كلُّ كيلةٍ بريالين .
أمَّا المثالان في المجموعة ( هـ ) فنجدُ الحالين ( ثلاثةً ثلاثةً ) و ( واحدةً واحدةً ) تدلان على الترتيب . فمعنى ( خرج الطلابُ ثلاثةً ثلاثةً ) أي : مترتّبين . و معنى ( تعلَّموا المسائلَ واحدةً واحدةً ) أي : مرتَّبات . و من مجموع الكلمتين المكرَّرتين تنشأ الحال المؤولة على الترتيب ، و ضابطُها هو أن يذكرَ المجموعُ ثم يُذْكَرَ بعضُه مكرراً ، فـ ( ثلاثة ثلاثة ) حال و هي بعض من ( الطلاب ) ، و ( واحدة واحدة ) حال و هي بعض من ( المسائل ) . و إنما صحَّ مجيء الحال جامدة في هذه المواضع كلِّها بكثرة لسهولة
تأويلها بالمشتق ، على أنها قد تأتي جامدة غير مؤولة بالمشتق ، و ذلك إذا دلت على عدد أو كانت موصوفة ، فـ ( أربعين ) و ( ثلاثين ) في المجموعة ( و ) حالان جامدتان غير مؤولتين بالمشتق و تدلان على عدد . و ( بشرًا ) و ( قرآنًا ) كما في المجموعة ( ز ) حالان جامدتان غير مؤولتين بالمشتق ، و أجاز ذلك وصف ( بَشَرٍ ) بـ ( سَوِيٍّ ) و ( قرآن ) بـ ( عربيّ ) .
القاعدة:
الأصلُ في الحالِ أنْ تكونَ نكرةً مشتقةً ، و تأتي جامدةً مؤولةً بالمشتقِّ في مواضعَ :
1 - إذا دلَّتْ على تشبيهٍ .
2 - إذا دلَّتْ على مُفَاعَلةٍ .
3 - إذا دلَّتْ على سعرٍ .
4 - إذا دلَّتْ على ترتيبٍ .
و تأتي جامدةً غير مؤولةٍ بالمشتقِّ في مواضعَ منها :
1 - أن تدلَّ على عددٍ .
2 -أن تكونَ موصوفةً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق