أولاً : كيفيةُ بناءِ الفعلِ للمجهولِ
الأمثلة :
(أ)
(قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ).
مَنْ لاَنَتْ كَلِمَتُهُ حُفِظَتْ كرامتُهُ .
تُرجِمَتْ معانِي القرآنِ إلى لُغَاتِ العَالَمِ .
(ب)
اُفْتُتِحتْ مدرستانِ في يوم واحدٍ .
تُسُلِّمت الجوائزُ في مهرجانٍ كبيرٍ .
تُعُلِّمَتِ الرِّمايةُ .
(جـ)
(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا)
قِيلَ الحقُّ .
شِيدَتِ المساجدُ الإسلاميةُ بِبَرَاعةٍ و إتقانٍ .
(د)
بِالعَمَلِ يُحصَّلُ الثوابُ لا بِالكَسَلِ .
تُجابُ البلادُ لِطََلَبِ الرزقِ .
تُقاس أعماقُ البحارِ بآلاتٍ دقيقةٍ .
الشرح:
إذا تأمَّلنَا هذه الأمثلَة أدركنا أن فيها أفعالاً مبنيَّة للمجهول ، فلم يُذكَر بعدها فاعلها ، و لكن أقيم المفعول به مقام الفاعل فصار مرفوعاً بعد أن كان منصوباً . و هذا الاسم الذي حلَّ محلَّ الفاعل بعدحذفه يُسمَّى نائب فاعل ، و ذلك كما نلاحظ في الكلمات الملوَّنة بالأحمر ( الأمر ، كرامة ، معاني .... ) .نلاحظ الأفعال الماضية ( قُضِيَ ، حُفِظَ ، تُرْجِم ) الواردة في المجموعة ( أ ) فنجد صورتها مع نائب الفاعل ، قد تغيَّرت فَضُمَّ أوَّلُها و كُسِرَ ما قبل آخرها .
ثم نلاحظ الأفعال الماضية ( أُفتُتِحَت ، تُسُلِّمَت ، تُعُلِّمت ) الواردة في المجموعة ( ب ) فنجد الفعل ( اُفتُتح ) مبدوءاً بهمزة وصل فَضُمَّ أولُه و ثالثه و كسر ما قبل آخره ، و أنَّ الفعلين ( تُسُلِّم و تُعُلِّم ) مبدوءان بتاء زائدة فضُمَّ أولهما و ثانيهما و كسر ما قبل آخرهما و ذلك عند بنائهما للمجهول .
أما الأفعال الماضية ( سِيق ، قِيل ، شِيد ) الواردة في المجموعة ( جـ ) فصيغتُها قبل البناء للمجهول : ساق ، قال ، و شاد ، معتلَّة العين ، قُلِبت ألفها ياء سواء كان أصلها الواو كما في ( ساق و قال ) فإن المضارع منهما : يسوق و يقول ، أو الياء كما في ( شاد ) فإن مضارعه يشيد ، فقُلِبت الألف ياء في هذه الأفعال عند بنائها للمجهول و كُسِر ما قبلها لمناسبة الياء .
و أخيراً نلاحظ الأفعال المضارعة الواردة في المجموعة ( د ) فنجد الفعل ( يُحَصَّل ) فعلاً صحيحاً فَضُمَّ أوله و فُتِحَ ما قبل آخره . و أنَّ الفعل ( تُجَابُ ) أصلُه تجوب فضُمَّ أوله و قُلِبت الواو فيه ألفاً و فُتِح ما قبلها . و الفعل ( يُقَاس ) أصله يقيس ضُمَّ أوله وقُلِبت الياء فيه ألفاً و فُتِح ما قبلها و ذلك عند بنائها للمجهول .
القاعدة :
1 - نائبُ الفاعلِ : هو اسمٌ مرفوعٌ سبقَهُ فعلٌ مبنيٌّ للمجهولِ و حلَّ محلَّ الفاعلِ بعدَ حذفِهِ .
2 - تُغَيَّرُ صورةُ الفعل المبنيّ للمجهولِ على النَّحْوِ التالي :
( أ ) إذا كانَ الفعلُ ماضياً غيرَ مبدوء بهمزة وصل أو تاء زائدة ضُمَّ أولُهُ و كُسِرَ ما قبلَ آخِرهِ ، و إن كانَ مبدوءاً بهمزة وصل ضُمَّ أولُهُ و ثالثُه ، و إنْ كانَ مبدوءًا بتاءٍ زائدةٍ ضُمَّ أوَّله و ثانيه ، أما إِذا كان معتلَّ العينِ فَتُقْلَبُ ألِفُهُ ياء ، سواءٌ أكانَ أصلُها الياء أمِ الواوِ ، و يُكسر ما قبلَ الياء .
( ب ) إذَا كانَ الفعلُ مضارعاً يُضَمُّ أولُه و يُفْتَحُ ما قبلَ آخرِهِ ، و إذَا كانَ ما قبلَ آخره واواً أو ياءً قُلِبَتْ ألفاً و فُتِحَ ما قبلَها .
ثانياً : ما ينوبُ عنِ الفاعلِ
الأمثلة :
(أ)
1 - مَنْ طَابَتْ سَرِيرَتُهُ حُمِدَتْ سيرتُهُ .
2 - يُمْنَحُ اْلمُتَفَوِّقُ جائزةً .
3 - أُعلِمَ عليٌّ القناعةَ أعظَمَ فضيلةٍ .
(ب)
4 - صِيمَ يومٌ واحدٌ .
5 - سُهِرَتْ ليلةُ العيدِ .
6 - جُلِسَ أمامُ الأميرِ .
(جـ)
7 - لا يُسْكَتُ عن مُنْكَرٍ .
8 - نُظِرَ في حَاجَتِكَ .
9 - هوَ إمامٌ يُسْتَضاءُ بعلمِهِ .
( د)
10 - (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ)
11 - احتُفِلَ احتفالٌ باهرٌ .
12 - سِيرَ سَيْرُ العُقَلاَءِ .
الشرح:
بتأمُّل أمثلة المجموعة ( أ ) نجدُ فيها أفعالاً متعدِّيةً لواحد أو لأكثر . و عند بناء هذه الأفعال للمجهول نجد الفعل ( حُمِد ) في المثال الأول ينصب مفعولاً واحداً فنابَ هذا المفعول و هو ( سيرة ) عن الفاعل . و في المثال الثاني نجد الفعل ( يُمنَح ) ينصب مفعولين فناب الأول و هو ( المتفوّق ) عن الفاعل و بقي الثاني على حاله . و في المثال الثالث نجد الفعل ( أُعلِم ) ينصب ثلاثة مفاعيل فناب المفعول الأول و هو ( عليّ ) عن الفاعل و بقي ما يليه على حاله .
و في الأمثلة الواردة في المجموعة ( ب ) نجد الأفعال المبنية للمجهول لازمة و نائب الفاعل ظرفاً مختصّاً إما بوصف كما في المثال الأول ، أو بإضافة كما في المثالين الثاني و الثالث ، ثم إننا نرى هذه الظروف ( يومٌ ، و ليلةٌ ، و أمامُ ) لا تلزم حالة واحدة في الاستعمال ، بل تُفَارِق الظرفية إلى غيرها فتصبح اسماً عاديّاً و هذه تُسمَّى ظروفاً متصرِّفة ؛ و لهذا كانت علامة رفعها الضمة ، أما إِذا كانت على خلاف ذلك نحو ( عند ، مع ) فإنها تكون في محل رفع .
و بالنظر إلى الأمثلة الواردة في المجموعة ( جـ ) نجد الأفعال المبنية للمجهول لازمة ، و نائب الفاعل جارًّا و مجروراً ، و في هذه الحالة يكون الجارُّ و المجرور في محلِّ رفع نائب فاعل .
و في أمثلة المجموعة ( د ) نجد الأفعال المبنية للمجهول لازمة ، و نائب الفاعل مصدراً مُخْتَصًّا إما بوصف كما في المثالين الأول و الثاني ، أو بإضافة كما في المثال الثالث .
و بقي أن نعرفَ أنَّ نائب الفاعل يأتي كالفاعل تماماً ، فيكون اسماً ظاهراً كما في أمثلة المجموعة ( أ ) مثلاً ، و ضميراً متصلاً كواو الجماعة في قولك : ( المجتهدون أُكرِموا ) ، و ضميراً منفصلاً كضمير المخاطب في قولك : ( ما أُكْرِم إلا أنت ) ، كما يأتي ضميراً مستتراً نحو : ( الداعي وُفِّق في نشر الإسلام ) ، و مصدراً مؤولاً نحو : ( أُعْتُقِد أنَّ الخبرَ صحيحٌ ) .
القاعدة:
1 - ينوبُ المفعولُ بِهِ عنِ الفاعلِ بعدَ حذفِهِ إذَا كانَ الفعلُ متعدياً . فإنْ كانَ متعدياً لواحدٍ أُقِيمَ هو نائباً عنِ الفاعل ، و إنْ كانَ متعدياً لأكثرَ أُنِيبَ الأولُ و بَقِيَ ما يليهِ على حالِهِ .
2 - ينوبُ الجارُّ و المجرورُ أوِ الظرفُ أوِ المصدرُ عنِ الفاعلِ إذا كانَ الفعلُ لازماً . و يُشْتَرَطُ في الظرفِ أوِ المصدرِ أنْ يكونا مُخْتَصَّيْنِ إمَّا بإضافةِ أو بِوَصْف .
3 - يأتي نائبُ الفاعلِ كالفاعل تماماً فيكونُ اسماً ظاهراً ، أو ضميراً متصلاً ، أو ضميراً منفصلاً ، أو ضميراً مستتراً أو مصدراً مؤوَّلاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق