توكيدُ الأفعالِ بالنونِ
الأمثلة :
( أ)
1- قال تعالى :(وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا) .
(ب)
2- تَصَدَّقَنَّ بفضل مالكِ . أو تَصَدَّقْ بفضل مالك .
3- ساعِدَنَّ المحتاجَ . أو ساعدِ المحتاجِ .
(جـ)
4- لِتَحذَرَنَّ الإفراطَ في الطعامِ . أو لِتَحذَرِ الإفراطَ في الطعامِ .
5- لَا تصاحِبَنَّ الأشرارَ . أو لا تصاحبِ الأشرارَ .
6- هلْ تنصرَنَّ أخاك ؟ أو هلْ تنصرُ أخاك ؟
7- ألاَ تُعِينَنَّ الضعيفَ . أو ألا تعينُ الضعيفَ .
8- هلاَّ تأخذَنَّ بيدِ العاجزِ . أو هلاَّ تأخذُ بيدِ العاجزِ .
9- ليتكَ تَسْمَعَنَّ النُّصْحَ . أو ليتكَ تَسْمَعُ النُّصْحَ .
10- أحبُّ الصِّدقَ و لا أرضَيَنَّ الكذبَ . أو أحبُّ الصدقَ و لا أرضى الكذبَ .
11- إمَّا تحذرَنَّ العدوَّ تأمنْ أذاه . أو إمَّا تحذرِ العدو تأمنْ أذاه .
(د)
12- قال تعالى :(وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ)
13- قال تعالى :(ومنهم من عاهد الله ليئن اتانا من فضله لنصدقن ولنكون من الصالحين).
(هـ)
14- قال تعالى :(لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ).
15- و الله لأكتب الآن رسالة لأخي .
16- قال تعالى :(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
17- قال تعالى : (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
الشرح:
النون التي يؤكَّدُ بها الفعل نوعان : نونٌ ثقيلةٌ ( أي مشدَّدة ) ، و نونُ خفيفةٌ ( أي غيرُ مشدَّدة ) ، و قد اجتمعت هاتان النونانِ في قوله تعالى :(وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ)
كما سبق أن عرفنا .
و ليست الأفعال كلُّها على سواء في التوكيد بالنون ، فإننا إذا تأملنا الآية في المجموعة( أ ) ، وجدنا الأفعال الملونة فيها ، أفعالاً ماضية ، و هي ( قالَ و أشركَ و شاءَ و عبدَ ) و لا نجد فيها فعلاً واحداً قد أكِّدَ بالنون ، و لذلك يمكن القول إن الفعل الماضي لا يؤكَّدُ بالنون مطلقاً .
أما إذا تأملنا أمثلة المجموعة ( ب ) ، فإننا نجد الكلمات الملونة أفعالاً للأمر ، و هي ( تصدقْ ، و ساعدْ ) و إذا نظرنا إليها عرفنا أنها أُكِّدَتْ بالنون تارة ، و خَلَتْ من هذا التوكيد تارة أخرى ، ففعل الأمر إذن يجوز توكيدُه و عدم توكيدِهِ .
أما الأفعال الملونة في أمثلة المجموعة ( جـ ) فهي كلها - كما نرى - أفعال مضارعة ، و قد وردت مؤكَّدة بالنون تارة ، و غير مؤكدة بها تارة أخرى ، و إذا تأملنا هذه الأفعال ، وجدنا بعضها واقعاً بعد ما يفيد الطلب ، وهو لام الأمر في المثال الرابع : ( لتحذرنّ ) ، و النهي في المثال الخامس : ( لا تصاحبنَّ ) ، و الاستفهام في المثال السادس : ( هل تنصرنّ ) ، و العرض في المثال السابع : (ألَا تعينَنَّ ) ، و التحضيض في المثال الثامن ( هلَّا تأخذنَّ ) ، و التمنَّي في المثال التاسع : ( ليتك تسمعنَّ ) . كما نجد بعضها واقعاً بعد ( لا ) النافية ، كما في المثال العاشر : ( لا أرضَيَنَّ ) ، أو بعد ( إمَّا ) الشرطية ، كما في المثال الحادي عشر ( إما تحذرنَّ ) . و هذا كله يعني أن الفعل المضارع إذا وقع بعد ما يفيد الطلب ، أو بعد
( لا ) النافية ، أو إمَّا الشرطية ، فإنه يجوز أن يؤكَّد بالنون و ألَّا يؤكَّد .
أما الأفعال الملونة في أمثلة المجموعة ( د ) ، فهي أفعال مضارعة كذلك ، و قد وردت كلها مؤكدة بالنون ، و إذا تأملناها وجدناها كلَّها واقعة في جواب القسم ، و هي مثبتة ، و غير منفية ، و دالة على الزمن المستقبل ، كما أنها غير مفصولة من لام القسم بأي فاصل ، و لذلك يمكن القول إن الفعل المضارع إذا وقع جواباً للقسم ، و استوفى هذه الشروط ، وجب أن يؤكَّدَ بالنون .
و إذا تأملنا المجموعة (هـ ) وجدنا الأفعال الملونة فيها أفعالاً مضارعة كذلك ، غيرأنه لم يؤكد أي واحد منها بالنون . و لو بحثنا عن السر في ذلك لعرفنا أن الفعلين الأولين ( لا يخرجون ) و ( لا ينصرونهم ) قد وقعا في جواب قسم ، غير أنهما وردا منفيين غير مثبتين .
أما الفعل الثالث ( لأكتب ) فقد وقع جواباً للقسم كذلك ، غير أنه يدل على الزمن الحالي بكلمة ( الآن ) التي جاءت بعده ، و الفعل الرابع ( يعطيك ) قد فصل من لام القسم بكلمة ( سوف ) . أما الأفعال الباقية في هذه المجموعة ( يستهزئ ) و ( يمدهم ) و ( يعمهون ) ، فإنها لم تقع في جواب قسم ، و لا بعد ما يفيد الطلب ، أو ( لا ) النافية ، أو ( إمَّا ) الشرطية . و لذلك نقول : إن الفعل المضارع يمتنعُ توكيدُه بالنون ، إذا وقع جواباً لقسم ، و كان منفيًّا أو حالياًّ أو مفصولاً من لامه بفاصل ، و كذلك إذا لم يقع جواباً لقسم ، و لم يكن مما يجوز فيه التوكيد بالنون .
و نشير أخيراً إلى أن الفعل المضارع المتصلة به نون التوكيد يكون مبنيًّا على الفتح و له محل من الإعراب فإن تجرد من الناصب و الجازم فهو في محل رفع ، و إن سبق بأداة نصب فهو في محل نصب ، و إن سبق بأداة جزم فهو في محل جزم كما سبق أن عرفنا .
القاعدة:
1- الفعلُ الماضِي يمتنعُ توكيدُهُ بالنونِ مطلقًا .2- فعلُ الأمرِ يجوزُ توكيدُهُ بالنونِ مطلقاً .
3- الفعلُ المضارعُ ينقسمُ من حيثُ توكيدُهُ إِلى ثلاثةِ أقسامٍ :
( أ ) قسمٍ يجوزُ توكيدُهُ ، و هوَ ما وقعَ بعدَ طلبٍ ، أو ( لا ) النافيةِ ، أو ( إِمَّا ) الشرطيةِ .
( ب ) قسمٍ يجبُ توكيدُهُ ، و هوَ ما وقعَ جواباً لقسمٍ ، و كان مُثْبَتًا ، مُسْتَقْبَلاً ، غيرَ مفصولٍ من لامِهِ بفاصلٍ .
( جـ) قسْمٍ يمتنعُ توكيدُهُ ، و هو ما وقع جوابًا لِقَسمٍ ، و كان منفيًّا ، أو حالياًّ ، أو مفصولاً عن لامِهِ بفاصلٍِ . و كذا إِذا لمْ يكُنْ جواباً لِقَسمٍ ، و لمْ يَكُنْ مِمًّا يجوزُ فيهِ التوكيدُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق