( أ ) أهم معاني حروف الجر
الأمثلة:
1 - قال تعالى :(سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى)
2 - قال تعالى :( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )
3 - فَمَا بَالُ مَنْ أسْعَى لِأَجْبُرَ عَظْمَهُ حِفَاظَاً ، و يَسْعَى مِنْ سَفَاهَتِهِ قَتْلِي
4 - قال تعالى :(ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)
5 - سِرْتُ مِنَ الرياضِ إلى الرْعِيةِ .
6 - سافرتُ عنِ البلدِ .
7 - قال تعالى :(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ)
8 - قال تعالى (:تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)
9 - قال تعالى :(لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ )
10 - قال تعالى :(غلبت الروم فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *في بِضْعِ سِنْيِنْ)
11 - دَخَلتِ امرأةٌ النارَ في هرّةٍ ربطتهَا .
12 - قال تعالى : (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ)
13 - أمسكتُ بِيدكَ .
14 - مررتُ بأخيكَ .
15 - كتبتُ بالقلمِ .
(ز)
16 - قال تعالى :( وَيَسِّرْ لي أَمْرِي).
17 - جئتُ لإكْرامِكَ .
(ح)
18 - قال تعالى :(مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ )
(ط)
19- اطلبِ العلمَ حتى المماتِ .
(ي)
20 - قال تعالى : (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)
21 - قال تعالى :(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا ).
(ك)
22 - ما رأيته مُذْ يومِ الجمعةِ .
23 - ما رأيت محمداً مُذْ أو مُنْذُ يَومِي هذا .
(ل)
24 - رُبَّ حالٍ أفصحُ من مقَالٍ .
25 - رُبَّ أخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أمَّكَ .
(م)
26 - عجبتُ من هَوَانِ أُمَّتِنَا على أعْدَائها .
الشرح:
من حروف الجر : من - إلى - عن - على - في - الباء - اللام - الكاف - حتى - الواو - التاء - مذ - منذ - رُبَّ . و إذا تأملت الأمثلة السابقة وجدت أن الحروف الملونة حروف جر ، و أن كل حرف من هذه الحروف يأتي لعدة معان .
انظر إلى حرف الجر ( من ) تجد أن معانيه الابتداء كما في المثال الأول ، و التبعيض كما في المثال الثاني ، و السبيبة كما في المثال الثالث ،
ثم تأمل الأمثلة في ( ب ) تلاحظ أن المثالين اشتملا على حرف الجر ( إلى ) الذي يدل على انتهاء الغاية في الزمان أو المكان ، و في ( جـ ) جاء حرف الجر ( عن ) دالاًّ على المجاوزة في المثال السادس ، و بمعنى ( بَعْد ) في المثال السابع ، و في ( د ) ورد حرف الجر ( على ) ، و من معانيه الاستعلاء المعنوي كما جاء في الآية الكريمة و الاستعلاء الحسي في المثال التاسع .
و إذا تأملت أمثلة المجموعة ( هـ ) وجدت أن حرف الجر ( في ) جاء في الآية الكريمة لمعنيين للظرفية المكانية و الزمانية ، و جاء في المثال الحادي عشر دالّاً على التعليل ، و في ( و ) جاء حرف الجر الباء في أربعة أمثلة فقد دل على معنى السببية كما في المثال الثاني عشر ، و على معنى الاتصال الحقيقي كما في المثال الثالث عشر ، و على الاتصال المجازي كما في المثال الرابع عشر ، و على الاستعانة كما في المثال الخامس عشر ، و في ( ز ) جاء حرف الجر اللام بمعنى الاختصاص كما في الآية الكريمة ، و التعليل كما في المثال السابع عشر .
أما الكاف في ( ح ) فقد جاءت للتشبيه كما في الآية الكريمة .
و في ( ط ) تجد أن حرف الجر ( حتى ) دل على الانتهاء .
أما في ( ي ) فتلاحظ أن حرفي الجر : التاء و الواو ، جاء كل منهما للقسم إلا أَن التاء تختص بلفظ الجلالة أما الواو فتدخل على كل مقسم به .
تأمل بعد ذلك الأمثلة في ( ك ) تجد أنه يُشترط في مجرور حرفي الجر ( مذ و منذ ) أن يكون اسم زمان ، و أن تكونا بمعنى ( من ) الابتدائية إن كان ما بعدهما ماضياً ، و بمعنى ( في ) إن كان الزمان حاضراً ، و يشترط في عاملهما أن يكون فعلاً ماضياً منفيًّا .
و أخيراً تأمل ( رُبَّ ) في ( ل ) تجد أنها لا تجر إلا النكرات ، و من معانيها التقليل كما في المثال الأول ، و قد تدل على التكثير كما في المثال الثاني ، و هذان المعنيان يحددهما السياق .
كانتْ تلك أهمَّ معاني حروفِ الجر . و بقي أن تعرفَ أنه قد لا يكون لحرف الجر معنًى سوى التَّعْدِيَة ، و ذلك أن بعضَ الأفعالِ لا يَقْوى على الوصول إلى المفعولِ به ؛ لأنه لازم ، و من هنا يُؤْتَى بحرفِ الجر ليتعدَّى الفعلُ إلى الاسمِ بعده ، و يتضحُ ذلك في المثالِ الأخير ، إذ لا يصحُّ أن تقول : عجبتُ هَوَانَ أمتنا على أعدائها . و هذا الغرضُ - أي التعدية - هو أهمُّ وظائفِ حروفِ الجرِّ في الجملةِ النحوية ، و هو يشاركُ أيَّ معنىً آخر تؤدِّيه حروفُ الجر ، إلا أنه قد يستقلُّ أحياناً ، فلا يؤدي حرفُ الجر معنًى سواه .
القاعدة:
1 - حروف الجر كثيرة ، و إليك أشهرها و أهم معانيها :
من : و تأتي للابتداء ، و التبعيض ، و السببية .
إلى : و تأتي لانتهاء الغاية في الزمان و المكان .
عن : و تأتي للمجاوزة ، والبَعْدِيَّة .
على : و تأتي للاستعلاء حسيًّا أو معنويًّا .
في : و تأتي للظرفية مكانية أو زمانية ، و للتعليل .
الباء : و تأتي للسبَبِيَّة ، و للإلصاق الحقيقي أو المجازي ، وللاستعانة .
اللام : و تأتي للاختصاص ، و للتعليل .
الكاف : و تأتي للتشبيه .
حتى : و تأتي للانتهاء .
التاء و الواو : و تأتيان للقسم .
مذ و منذ : و تأتيان لابتداء الغاية في الزمان ، أو تكونان بمعنى ( في ) .
رُبَّ : و تأتي للتقليل ، أو التكثير .
2 - تشتركُ جميعُ حروفِ الجرِّ في إفادَتِها التعديةَ إلى جانبِ معانيها الأخرى ، و قد تَسْتَقِلُّ بهذا الغرضِ فلا تفيدُ معنًى سِوَاه.
( ب ) اتصال ( ما ) الزائدة ببعض حروف الجر
الأمثلة :
(أ)
1 - قال تعالى :(مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا)
2- قال تعالى :(عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ)
(ب)
4 - قال تعالى : (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ).
5 - قال الشاعر في فضل المسارعة في بعض الأحيان :
وربما فاتَ قومًا جُلُّ أمرِهم مع التأنِّي و كانَ الحزمُ لو عجلوا
6 - رُبما المطرُ ينزل .
الشرح:
لاحظ أمثلة المجموعة ( أ ) تجد أن ( ما ) الزائدة جاءت بعد حروف الجر التي هي : من ، و عن ، و الباء . فلم تكفَّها عن العمل ، بل جاء الاسم بعد هذه الحروف الثلاثة مجروراً . فمعنى ( مما خطيئاتهم ) : من خطيئاتهم ، و معنى ( عمَّا قليل ) : عن قليلٍ ، و معنى ( فبما رحمة ) : فبرحمةٍ .
فـ ( ما ) في هذه الآيات غير كافة عن العمل و ما بعدها مجرور بحرف الجر قبلها .
ثم تأمل أمثلة المجموعة ( ب ) تجد ( ما ) قد كفت ( رب ) عن العمل ، فلم تجر ، و زال اختصاصها بالاسم المفرد , فدخلت على الجملة الفعلية كما في الآية الكريمة و البيت ، و الجملة الاسمية كما في المثال الأخير .
القاعدة:
1 - تأتي ( ما ) زائدة بعد ( من ) و ( عن ) و ( الباء ) فلا تكفهن عن العمل ، بل يبقى الاسم بعدهن مجروراً .
2 - تأتي ( ما ) زائدة بعد ( رب ) فتكفها عن العمل ، فتدخل حينئذٍ على الجمل الاسمية و الفعلية.
( جـ ) محل الجار و المجرور من الإعراب
الأمثلة :
1 - قال تعالى :(الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
2 - قال تعالى :(فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَـقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ).
3 - قال تعالى :(وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ).
4 - رأيت عصفوراً علىِ الشجرة .
5 - رأيت العصفورَ على الشجرة.
6 - لا يُسْكَتُ عن مُنْكَرٍ إلا إذا ضَعُفَ الإيمانُ .
7 - اقْتَنِ الكتب النافعة و انتفعْ بما فيها .
الشرح:
لعلك عرفت في دراساتك السابقة أن الجار و المجرور يطلق عليهما اسم ( شبه الجملة ) و هو مصطلح وسط بين قسمي القول : المفرد و هو ما ليس جملة و لا شبه جملة ، و الجملة : وهي ما تكونت من مبتدأ و خبره أو فعل و فاعله .
و شبه الجملة عنصر مهم في تراكيب اللغة العربية ، و قد يتطلب الإعراب ذكر موقعه في الجملة ، إذ لا تمام للمعنى و لا للإعراب بدون ذكره و ذكر موقعه الإعرابي .
تأمل المثال الأول تجد أن كلمة (الحمد) تعرب مبتدأ ، و المبتدأ يحتاج إلى خبر ، فإذا بحثت عن الخبر لم تجد إلا الجار و المجرور ، و عليه يكون شبه الجملة من الجار و المجرور ( لله ) في محل رفع خبر المبتدأ . و قد يكون هذا الخبر مقدماً كقوله تعالى :
(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
و في المثال الثاني تجد الحرف الناسخ ( إن ) قد نصب المبتدأ و هو كلمة ( العاقبة ) فصار اسماً لها ، و إذا
بحثت عن خبرها لم تجد إلا الجار و المجرور ( للمتقين ) ، فشبه الجملة إذن في محل رفع خبر ( إن ) . و كذا الحال في الأفعال الناقصة ، فالتاء المتحركة في المثال الثالث في محل رفع اسم ( كان ) ، و شبه الجملة من الجار و المجرور ( من المحضرين ) في محل نصب خبر ( كان ) .
و في المثال الرابع تجد أن شبه الجملة من الجار و المجرور قد بيَّن صفة الاسم النكرة قبلهما ، فشبه الجملة إذن في محل نصب صفة لكلمة ( عصفوراً ) .
و في المثال الخامس جاء الجار و المجرور لبيان هيئة الاسم المعرفة قبله فيكون شبه الجملة في محل نصب حالاً من كلمة ( العصفور ) .
و أخيراً انظر إلى المثال السادس تجد أن الفعل ( يُسكت ) مبني للمجهول و الفعل المبني للمجهول يحتاج إلى اسم بعده يعرب نائب فاعل ، و إذا بحثت عن هذا الاسم لم تجد إلا شبه الجملة ، فيكون شبه الجملة من الجار و المجرور في محل رفع نائب فاعل .
و كما يكون لشبه الجملة محل من الإعراب فقد لا يكون له محل من الإعراب ، كما في المثال الأخير ، حيث وقع شبه الجملة من الجار و المجرور صلة للاسم الموصول ( ما ) ، و لذا فليس له محل من الإعراب .
و بقي أن تعرف أن شبه الجملة إذا وقع في غير الحالات السابقة فإنه يتعلق ( يرتبط ) مجرد تعلق معنوي بالفعل الذي قبله أو بما يشبهه ، فالجار و المجرور في قولك : ( أنا كاتب بالقلم ) متعلق باسم الفاعل ( كاتب ) و هكذا .
و ما قيل هنا عن الجار و المجرور ينطبق تماماً على الظرف ؛ لأنه يجمعهما مصطلح ( شبه الجملة ) .
القاعدة:
1 - يعرب شبه الجملة من الجار و المجرور حسب حاجة الجملة إلى محل من الإعراب ، فيكون :
أ - في محل رفع خبر المبتدأ ، أو خبر الحروف الناسخة .
ب - في محل نصب خبر الأفعال الناسخة .
جـ - في محل رفع أو نصب أو جر صفة .
د - في محل نصب حال .
هـ - في محل رفع نائب فاعل .
2 - لا يكون لشبه الجملة محل من الإعراب إذا وقع صلة للاسم الموصول .
3 - إذا وقع شبه الجملة في غير المواضع السابقة فإنه يتعلق مجرد تعلق معنوي بالفعل قبله أو بما يشبهه .
( د ) زيادةُ بعضِ حروفِ الجر
الأمثلة :
(أ)
1 - حضرَ المسافرُ مِنَ المدينة .
2 - يَنَالُ المجتهدُ نَصِِيبَهُ بِتَوْفيقِ اللهِ .
(ب)
3 - قالَ تَعالى : (مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ)
4 - ما عُوقِبَ منْ أحدٍ .
5 - قالَ تَعَالى : (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ)
6 - قالَ تَعَالى :(هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ)
(جـ)
7 - قال تعالى : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)
8 - قال تعالى :(وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)
9 - قال تعالى :( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا)
10 - قال تعالى :(أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)
11 - قال تعالى :(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ )
(د)
12 - رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يومَ القيامةِ .
13 - رُبَّ طاعمٍ شاكرٍ أعظمُ أجرًا مِنْ صائمٍ قائمٍ .
الشرح:
عرفتَ في الدرس الأول أهمَّ معاني حروفِ الجر ، و لعلك تدرك ذلك بجلاءٍ في مثالي المجموعة ( أ ) . فـ ( مِنْ ) في المثال الأول أفادت الابتداء ، و ( الباء ) في المثال الثاني أفادت السببية ، و كلا الحرفين قد جرَّ الاسم الواقعَ بعده . لاحظ أن هذه الحروف لا يمكن الاستغناءُ عنها إعراباً و لفظاً ؛ لأن المعنى يتوقف عليها ، و حذفها من الكلام يخلُّ به ؛ و لهذا فهي حروفُ جرٍّ أصليَّة .
ثم تأمل الأمثلة الواردة في المجموعة ( ب ) تجد جملاً مسبوقة بنفي أو شبهه ( نهي أو استفهام ) و في هذه الجمل أسماء نكرات مجرورة بالحرف ( مِنْ ) ؛ احذف الحرف ( مِنْ ) و انطق الجمل بدونه تجد أن المعنى لا يتغير . و هذا يدل على أن حرف الجر ( مِنْ ) زائد ، و أن حذفه من الكلام لا يضر به . وإنما زيادته للتأكيد . فـ ( مِنْ ) في جميع الأمثلة حرف جر زائد للتأكيد .
( و بشير ) في المثال الثالث اسم مجرور بـ ( مِنْ ) لفظاً مرفوع محلاًّ على أنه فاعل .
( و أحد ) في المثال الرابع ، اسم مجرور بـ ( مِنْ ) لفظاً مرفوع محلاًّ على أنه نائب فاعل .
( و أحد ) في المثال الخامس ، اسم مجرور بـ ( مِنْ ) لفظاً منصوب محلاًّ على أنه مفعول به .
( و خالق ) في المثال السادس ، اسم مجرور بـ ( مِنْ ) لفظاً مرفوع محلاًّ على أنه مبتدأ .
و من هنا نستنتج أن ( مِنْ ) تزاد إذا كان مجرورها فاعلاً ، أو نائب فاعل ، أو مفعولاً به ، أو مبتدأ ، بشرط أن تُسبق بنفي أو نهي أو استفهام ، و أن يكون مجرورها نكرة .
و في أمثلة المجموعة ( جـ ) تجد حرف ( الباء ) قد زيد في الإثبات و النفي ، و أن زيادته جاءت في خبر ( ليس ) كما في المثال السابع ، و في خبر ( ما ) النافية ، كما في المثال الثامن ، و في فاعل ( كفى ) كما في المثال التاسع ، و في فاعل ( أفعِل ) في التعجب ، كما في المثال العاشر ، و في المفعول كما في المثال الحادي عشر .
و من هنا نستنتج أن ( الباء ) تزاد في خبر ( ليس ) و ( ما ) ، و في فاعل ( كفى ) و في فاعل صيغة التعجب ( أَفْعِل بـ ) ، و في المفعول به ، و أنها تزاد في النفي و الإثبات .
و أخيرا ، تأمل مثالي المجموعة ( د ) تجد حرف الجر ( رُبَّ ) قد دلَّ على التكثير أو التقليل كما عرفت سابقاً ، و يجوز حذفه فلا يختلُّ التركيب ، إلا أن معنى التكثير أو التقليل متوقِّف على ذكر هذا الحرف ، فلو حذفت ( رب ) لضاع هذا المعنى .
و تجر رُبَّ ما بعدها لفظاً و يُعربُ محلًّا حسب موقعه من الجملة ، و الغالب أن يعرب مبتدأ .
القاعدة:
1 - تنقسمُ حروفُ الجرِّ قسمين : أصلي و هو ما يفيدُ معنىً ، و لا يمكنُ حذفهُ من الكلام .
و زائد و هو ما مالا يفيدُ معنىً ، و حذفُه من الكلام لا يضرُّ به .
2 - من حروف الجر الزائدة : ( مِنْ ) و ( الباء ) و ( رُبَّ ) .
أما ( مِنْ ) فيشترط لزيادتها ثلاثة شروط :
أ - أن يتقدمها نفي أو نهي أو استفهام .
ب - أن يكون مجرورها اسماً نكرة .
جـ -أن يكون مجرورها إما فاعلاً ، أو نائب فاعل ، أو مفعولاً به ، أو مبتدأ .
و أما ( الباء ) فتزاد في الإثبات و النفي في المواضع الآتية :
أ - في خبر ( ليس ) و ( ما ) .
ب - في فاعل ( كفى )
جـ - في فاعل ( أفْعِلْ ) في التعجب .
د - في المفعول به .
و أما ( رُبّ ) فتختلف عن ( مِنْ و الباء ) ببقاء معناها الذي تفيده ، و يعرب مجرورها - غالبًا - مبتدأ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق