السبت، 6 ديسمبر 2014

ظنَّ و أَخَوَاتُها




ظنَّ و أَخَوَاتُها



         الأمثلة :

(أ)


1 - عَلِمْتُ الكلامَ عنوانًا على صاحبه .
2 - رأيتُ الأملَ داعيَ العملِ .
3 - وَجَدْتُ العلمَ أَعظمَ أسباب القوةِ .
4- أَلْفَيْتُ الشدائدَ صَاقِلَةً للنفوسِ .

(ب)

5 - ظَنَّ الطيارُ البيوتَ الكبيرةَ أكواخًا . 
6 - أَحْسَبُ السَّهرَ الطويلَ إرهاقًا .
7 - زعَمْتَ التشدُّدَ مرغوبًا في بعضِ المواطنِ .
8 - عَدَدْتُ الصديقَ أخًا .


(جـ)


9 - صَيَّرَ الصائغُ الذهبَ سبيكةً . 
10 - جَعَلَ الحائكُ الخيوطَ نسيجًا .
11 - اِتَّخَذَ المسافرونَ الباخرةَ فندقًا . 
12 - تَرَكَتِ النارُ الخشبَ رمادًا.



الشرح:


مرَّت بنا الأفعالُ الناسخة الناقصة ( كانَ و أخواتُها ) ، و عرفنا عملها و هو رفع المبتدأ و نصب الخبر ، و في هذا الدرس سنعرف أفعالاً ناسخة أخرى إلا أنَّها ليست ناقصة ، فهي تامة ترفعُ فاعلاً و تنصب مفعولين هما في الأصل مبتدأ و خبر ، و قد نَسَخَتْ هذه الأفعال وصفَ الابتداء و الخبر عنهما و نَصَبَتْهُمَا على أنهما مفعولان لها ، فما أصله المبتدأ هو المفعول الأول ، و ما أصله الخبر هو المفعول الثاني .

و إذا رجعنا إلى الأمثلة السابقة وجدنا أنها تشتمل على أفعال نصبت مفعولين ، فالأفعال في الأمثلة من ( 1 - 8 ) و هي ( عَلِمَ ، رَأَى ، وَجَدَ ، أَلْفَى  ظَنَّ ، حَسِبَ ، زَعَمَ ، عَدَّ ) تدل على القلوب ، فالأربعة الأولى منها لليقين ، و الأربعة الأخيرة لرجحان اليقين أما الأفعال في الأمثلة من ( 9 - 12 ) و هي : ( صيَّرَ ، جَعَل ، اِتَّخَذَ ، تَرَكَ ) فتدل على تحويل صفة المبتدأ من حال إلى حال .

نعودُ مرة أخرى إلى ( عَلِمَ ) نجدُّ أنَّها إذا كانت بمعنى ( عرف ) لم تنصبْ إلا مفعولاً واحداً كقوله
تعالى :( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا) النحل : 78 .

و إذا كانت ( ظنَّ ) بمعنى ( اتَّهم ) لم تنصبْ إلا مفعولاً واحداً أيضًا كقولك : ظننت زيدًا ، أي اتهمته ، أمّا ( رأى ) فنلاحظ أنها بمعنى ( عَلِمَ ) ، و هذا شرط لنصبها مفعولين ، فإن كانت بمعنى ( أبْصَر و شَاهَد ) لم تنصبْ إلا مفعولاً واحداَ نحو : رأيتُ المبانيَ الشاهقة .

و بإِمعان النظر في أفعال القلوب ، نجد أنها يسدُّ فيها المصدر المؤول من ( أنْ و الفعل ) أو ( أنَّ مع معموليها ) عن المفعولين ، كما في قولنا : مَنْ زعمَ أن يدخلَ الجنة و هو مشرك فقد أخطأ . و قوله تعالى :(الم تعلم ان الله على كل شيء قدير)

بقي علينا أن تتذكر أنه يجري على المفعول الثاني ما يجري على خبر المبتدأ من كونه يأتي مفردًا وجكلة وشبه جملة (ظرفًا ، أو جارًا ومجرورًا)







  القاعدة:


1 - الأفعال ( عَلِمَ ، رَأى ، وَجَدَ ، ألفى ، ظَنَّ ، حَسِبَ ، زَعَم ، عَدَّ ، صَيَّر ، جَعَلَ ، اتَّخَذَ ، تَرَكَ ) أفعالٌ ناسخةٌ تنصبُ مفعولين أصلُهُمَا المبتدأُ و الخبر .


2 - لهذه الأفعال ثلاثةُ معانٍ :
أ - فَعَلِمَ وَ رَأى و وَجَدَ و ألفى :                     تفيد اليقين .
ب - ظَنَّ و حَسِبَ و زَعَمَ وعَدَّ :                     تفيد رُجْحَان اليقين .
جـ - صَيَّرَ و جَعَلَ و اتَّخَذَ و تَرَكَ :                تفيد التحويل .

3 - إِذا كانتْ ( رأى ) بمعنى ( أبْصَر ) ، و ( عَلِمَ ) بمعنى ( عَرَف ) ، و ( ظنَّ ) بمعنى ( اتَّهم ) لمْ تتعدَّ إِلاَّ إِلى مفعولٍ واحدٍ .

4 - يسدُّ المصدرُ المؤولُ ( أنْ و الفعل ) أو ( أنَّ مع معموليها ) عن المفعولين في أفعال القلوب .

5 - يكون المفعولُ الثاني مفردًا ، أو جملةً ( اسميةً أو فعليةً ) ، و يكونُ شبهَ جملةٍ ( ظرفًا أو جارًّا و مجرورًا ) .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق