أ - أهمُّ حروفِ النداء
الأمثلة :
(أ)
1- أ جارتَنا إن الخطوبَ تنوب و إني مقيم ما أقام عَسِيبُ
2- أيْ رجالَ الدنيا الجديدة مَهْلاً قد شأوتم بالمعجزات الرِّجالا
3- يا راميَ الشُّهْب بالأحجار تحسَبها كالشَّهْب هيهات ينسى طبعَه الحجرُ
4-أيا قبرَ معنٍ كيف واريتَ جودَهُ و قد كان منه البَرُّ و البحرُ مُتْرَعَا
5- هَيَا أبتي لا زلت فينا فإنما لنا أملٌ في العيش ما دمت عائشا
(ب)
6 - (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ).
7 - (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).
(جـ)
8 -( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ).
9 - (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) .
10- يا هذه الدنيا أَطِلّي و اسمعي جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي
الشرح:
إذا تأملت الأبيات في مجموعة ( أ ) ، وجدت بكل واحد منها اسماً يناديه الشاعر ، و هو في البيت الأول : ( جارتنا ) . و في الثاني : ( رجال الدنيا ) . و في الثالث : ( رامي الشهب ) . و في الرابع : ( قبر معن ) . و في الخامس : ( أبتي ) . و مثل هذه الأسماء يسمى : ( المنادى ) .و إذا نظرت في الأبيات مرة أخرى وجدت قبل ( المنادى ) فيها حرفاً ، هو في البيت الأول : ( الهمزة ) . و في الثاني ( أيْ ) . و في الثالث ( يا ) . و في الرابع : ( أَيَا ) . و في الخامس : ( هَيَا ) و هذه الحروف هي أهم حروف النداء في اللغة العربية .
و تنقسم حروف النداء إلى ثلاثة أقسام : قسم ينادى به القريب و هو : الهمزة ، و أيْ . و قسم ثان ينادى به البعيد و هو : أيا ، و هيا . و قسم ثالث يصلح لنداء القريب و البعيد و هو : يا .
و أحياناً يحذف حرف النداء من الكلام ، إذا كان مفهوماً من السياق كما في أمثلة المجموعة ( ب ) إذ التقدير في المثال الأول منها مثلاً : " يا يوسف أعرض عن هذا " .
و لكنْ قد تعرضُ لك جمل استُخدمت فيها أدوات نداء البعيد لنداء القريب ، أو العكس . فإذا مرَّ بك مثل هذا الاستعمال فاعلم أن استعمال أداة نداء البعيد في نداء القريب يكون لغرض بلاغي هو تنزيل القريب منزلة البعيد ، كقول الأستاذ لأحد الطلاب الغافلين الذي أصبح بمنزلة البعيد لغفلته : ( أيا هذا الطالب تنبَّهْ ) ، أما إذا استعملت أداة نداء القريب لنداء البعيد فهو لتنزيل البعيد منزلة القريب لحضوره في ذهن المتكلم دائماً ، كقول أم تتذكر ابنها الذي يدرس في بلاد الغربة : ( أيْ بُنَيَّ ، لا تُطِلِ الغياب ) ، فتأمل ذلك وفقك الله .
و لا يصح في اللغة العربية أن تدخل حروف النداء على ما فيه ( أل ) ، فإن أريد نداء ما فيه ( أل ) ، جيء قبله بكلمة : ( أيها ) للمذكر ، و كلمة ( أيتها ) للمؤنث أو باسم إشارة مناسب ، كما هو واضح في أمثلة المجموعة ( جـ ) ، و إذا تأملت الأمثلة وجدت : ( أيُّ ) و ( أيَّةُ ) مبنيتين على الضم ، و الهاء زائدة للتنبيه و ملازمة لهما ، و ما فيه ( أل ) بعدهما مرفوع على أنه صفة لهما .
القاعدة:
1- أهمُّ حروف النداء في العربية خمسةٌ هي : ( الهمزة ) و ( أيْ ) لنداء القريب ، و ( أيَا ) و ( هَيَا ) لنداء البعيد ، و ( يا ) لكل منادىً قريباً كان أو بعيداً .
2- يجوزُ حذفُ حرف النداء إذا كان مفهوماً من السِّياق .
3- عند نداء ما فيه ( أَلْ ) ، تأتي قبله ( أيُّها ) للمذكر و ( أيَّتُهَا ) للمؤنث ، أو اسمُ إشارة مناسبٌ .
ب - أقسام المنادى
الأمثلة:
(أ)
1- قال تعالى :(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ).
2- قال تعالى :(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ).
(ب)
3- يا رفيقاً بالعباد ، الطف بنا .
4- يا طالعاًَ جبلاً ، احذر السقوط .
5- يا جميلاً خطُّه ، شارك في النشاط .
(جـ)
6- يقول الأعمى : يا رجلاً ، خذ بيدي .
7- يقول الواعظ : يا غافلاً و الموت يطلبه ، متى تقلعُ عن غَيِّك ؟
(د)
8- قال تعالى :(قَالَ يَنُوحُ إِنّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ هود ).
9- يا محمدان ، لا تُخْلِفا الوعدَ .
10- يا عليّون ، جاهدوا في سبيل الله .
11- يا فاطماتُ ، اتقِينَ الله .
(هـ)
12- قال تعالى : ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ).
13- يا متخاصمان ، اصدُقا القولَ .
14- يا مسلمون ، ارفعوا رايةَ الحق .
15- يا معلماتُ ، حان وقتُ الدرس .
الشرح:
إذا تأملت الكلمات الملونة في الأمثلة السابقة ، عرفت أن أقسام المنادى في اللغة العربية خمسة أقسام : الأول منها ما كان ( مضافاً ) ، كما في أمثلة المجموعة : ( أ ) . و المنادى فيها منصوب كما ترى ، فكلمة ( أهل ) في المثال الأول منادى منصوب و علامة نصبه الفتحة الظاهرة ، و هو مضاف ، و ( الكتاب ) مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة . و هكذا .
و القسم الثاني ما هو ( شبيه بالمضاف ) و المراد به : ما اتصل به شيء من تمام معناه ، كالجار و المجرور ( بالعبادِ ) ، و المفعول به ( جبلاً ) ، و الفاعل ( خطُّه ) في أمثلة المجموعة ( ب ) و المنادى فيها منصوب كذلك .
و مما يساعدك على التفريق بين المنادى المضاف و الشبيه بالمضاف : أن الجزء الثاني من المنادى المضاف مجرور بالإضافة دائماً ، أما الشبيه بالمضاف فقد يكون الجزء الثاني منه مرفوعاً ، و قد يكون منصوباً ، و قد يكون مجروراً بحرف الجر، و قد يعقبه ظرف كقولك : ( يا جالساً بين القوم تنبَّه ) .
و القسم الثالث ما كان ( نكرة غير مقصودة ) كما ترى في أمثلة المجموعة ( جـ ) فإن الأعمى لا ينادي رجلاً بعينه ، و الواعظ لا ينبه غافلاً معيناً، و إذا تأملت إعراب هذا القسم وجدته النصب كذلك .
و القسم الرابع يحتوي على أعلام يقول عنها النحويون : إنها ( أعلام مفردة ) ، و يقصدون بها ما ليس مركباً حتى و إن كانت مثناة أو مجموعة ، و إذا تأملت إعراب أمثلة هذا القسم عرفت أن المنادى فيه يبني على ما يرفع به في حالة إعرابه ، فالاسم المفرد علامة رفعه الضمة ، فإذا وقع منادىً بُنِيَ على الضم ، مثل : ( نوح ) ، في المثال الثامن من أمثلة المجموعة : ( د ) ، أما المثنى فإننا نعرف أن علامة رفعه الألف ، فإذا كان منادى بُنِيَ على الألف ، مثل : ( محمدان ) في المثال التاسع ، و كذلك جمع المذكر السالم فإنه يرفع و علامة رفعه الواو ، فإذا كان منادى بُنِي على الواو ، مثل : ( عليون ) ، في المثال العاشر . أما جمع المؤنث السالم فيرفع و علامة رفعه الضمة ، فإذا وقع منادى بُنِيَ على الضمِّ كذلك كما في المثال الحادى عشر : ( فاطماتُ ) . و يكونُ المنادى في كلِّ هذه الأمثلة مبنيًّا على ما يرفع به في محلِّ نصبٍ على النداء .
و القسم الخامس من أقسام المنادى هو : ( النكرة المقصودة ) ، ففي المثال الثاني عشر من المجموعة ( هـ ) : النداء لـ ( نار ) معينة فهي في الأصل نكرة ، غير أنك تعينها بندائك و تقصد إليها قصداً . و إذا تأملت إعراب هذا القسم ، وجدت أن علامة بنائه هي علامة رفعه كالقسم الرابع تماماً ، و يلحق بهذا النوع ( أيُّ ) في قولك : يا أيُّها الغافلُ تنبَّه .
و هكذا تعرف أن أقسام المنادى خمسة ، و يشملها جميعاً حكمان هما : النصب للأقسام الثلاثة الأول ، و البناء على ما يرفع به الاسم للقسمين الأخيرين في محل نصب على النداء .
القاعدة:
1- أقسامُ المنادى خمسةٌ هي :
أ- المضافُ .
ب- الشبيهُ بالمضاف ، و هو : ما اتصل به شيءٌ من تمامِ معناه .
جـ- النكرةُ غيرُ المقصودةِ .
د- العَلَمُ المفردُ ، و هو ما ليس مركَّباً ، حتى و إن كان مُثَنًّى أو مجموعاً .
هـ- النكرة المقصودة .
2- المنادى المضافُ ، و الشبيهُ بالمضافِ ، و النكرةُ غيرُ المقصودةِ ، حُكْمُهُ النَّصبُ . و المنادى العلَمُ المفردُ ، و النكرةُ المقصودةُ ، حكمه البناءُ على ما يرفعُ به في محلِّ نصبٍ على النداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق