الجمعة، 12 ديسمبر 2014

اسم الفعل




اسم الفعل




الأمثلة:


(أ)

1-  شَتَّانَ ما بينَ المهتدي  و الضَّالِّ .

2-  هيهاتَ النجاحُ بلا عَمَل .

(ب)

3-  أُفٍّ لمن يجْبُنُ عند اللقاء .

4-  وَاهاً للمخلوقِ الضعيفِ كيفَ ينسى خالقَه .


(جـ)

5-  صَهٍ حين يتكلمُ مَنْ هو أكبرُ منك .

6- هَلُمَّ حتى نؤدِّيَ حقَّ اللهِ علينا .  


(د)

7- عليكَ نفسكَ فقوِّم منها ما اعْوَجَّ .

8- أمامكَ يا عليُّ ، فإن الطريقَ طويلٌ .  

9-  رُوَيْدَكَ إذا تكلمت .


(هـ)

10- حذارِ أن تُهلِك نفسكَ بالانغماسِ في الشهواتِ .

11- صَنَاعِ المعروفَ غيرَ منتظرٍ جزاءَه .


الشرح:


الكلمة العربية إما اسم ، أو فعل ، أو حرف ، و لكلٍّ علامة تميزه عن غيره .

إلا أن هناك نوعاً آخر من الكلمات العربية يسمى اسم الفعل ، لا هو اسم خالص ، و لا هو فعل خالص ؛ إذْ إنه يؤدي ما تؤديه الأفعال من المعاني ، و يعمل عملها ، لكنه لا يقبلُ علاماتِها .
انظر إلى المثال الأول : ( شتان ما بين المهتدي و الضَّالِّ ) تجد أن كلمة ( شتّان ) تؤدي معنى الفعل : افترق  و تعمل عمله ، إلا أن هذه الكلمة لا تقبل علامة الفعل الماضي كتاء الفاعل ، و هذا ظاهر لك عند التأمل إن شاء الله تعالى .
(1) و يلاحظ أن اسم الفعل أقوى من الفعل الذي بمعناه في أداء المعنى ، و إبرازه كاملاً مع المبالغةِ فيه ، فالفعل ( افترق ) يُفِيدُ مجرد الافتراق ، و لكن اسم الفعل ( شتان ) يفيد الافتراق الشديد ؛ لأن معناه الدقيق هو ( افترق جداً ) .


ثم انظر إلى الكلمات التي كتبت بالأخضر في الأمثلة كلها ، تجد أنها تدل على ما يدل عليه الفعل من الحدث و الزمن ، فكلمة ( شتان ) في المجموعة ( أ ) مثلاً معناها : افترق ، و كلمة ( أُفٍّ ) في المجموعة ( ب ) معناها : أتضجَّر ، و كلمة ( صهٍ ) في المجموعة ( جـ ) معناها : اسكت ، و هكذا... غير أن هذه الكلمات و إن دلت على ما يدل عليه الفعل ، فإنها لا تقبل علاماته المختلفة ، مثل : تاء الفاعل للماضي ، و قبول دخول ( لم ) على المضارع ، و قبول لحاق ياء المخاطبة بالأمر ، و غير ذلك ، و لهذا لا تعد مثل هذه الكلمات أفعالاً ، و قد اصطلح على تسميتها : أسماء الأفعال .

و كما أن الأفعال ثلاثة أنواع ، فكذلك أسماء الأفعال ، فمنها : اسم الفعل الماضي ، مثل : ( شتان ) بمعنى : افترق ، و ( هيهات ) بمعنى : بعد ، في أمثلة المجموعة ( أ ) . و منها اسم الفعل المضارع ، مثل : ( أُفٍّ ) بمعنى : أتضجّر ، و ( واهاً ) بمعنى : أتعجب في المجموعة ( ب ) . و منها اسم فعل الأمر ، مثل : ( صه ) بمعنى : اسكت ، و ( هلم ) بمعنى : أقبل ، في المجموعة ( جـ ) .

و ما ذكرناه من أسماء الأفعال في المجموعات الثلاث الأولى مرتجل بمعنى أنه موضوع للدلالة على معنى الفعل منذ البداية . و هناك أسماء للأفعال في العربية كانت في الأصل دالة على معانٍ أخرى ، كما في أمثلة المجموعة ( د ) ، ففي المثال الأول : ( عليك ) بمعنى : الزمْ ، و هو منقول من الجار و المجرور . و في المثال الثاني : ( أمامك ) بمعنى : تَقدمْ ، و هو منقول من الظرف . و في المثال الثالث : ( رُويدك ) بمعنى : تمهّل ، و هو منقول من المصدر .

و كل أسماء الأفعال هذه سواء منها المرتجل و المنقول ، سماعي عن العرب . غير أن هناك نوعاً قياسيًّا من اسم الفعل ، يمكن صوغه على وزن ( فَعَالِ ) بمعنى : افعلْ ، و لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي المتصرف التام ، فيقال مثلاً : من حذر : ( حَذَارِ ) بمعنى : احذرْ ، و نحو ذلك مما هو مذكور في أمثلة المجموعة ( هـ ) .
و كل أسماء الأفعال تستخدم بصيغة واحدة ، للمفرد و المثنى و الجمع ، و المذكر و المؤنث ، فيقال مثلاً : صه يا محمد ، و صه يا محمدان ، و صه يا محمدون ، و صه يا هندات و نحو ذلك ، إلا إذا كان اسم الفعل متصلاً بكاف الخطاب ، فإن هذه الكاف تتغير تبعاً لتغيّر المخاطَب ، مثل : ( دونك ) بمعنى : خُذ ، فيقال : دونكَ يا عليُّ ، و دونكِ يا زينب ، و دونكما يا محمدان ، و دونكم يا محمدون ، و دونكنَّ يا فتيات ، و هكذا .

و أسماءُ الأفعالِ مبنيّة دائماً بحسب ما يظهرُ عليها من حركةٍ أو سكون ، فاسمُ الفعلِ ( هيهاتَ ) مبنيّ على الفتح ، و ( حذارِ ) مبنيّ على الكسر ، و ( دونكُم ) مبني على الضم ، و الميم علامة جمع الذكور ، و ( وَيْ ) مبني على السكون ، و هكذا .

أما بالنسبةِ لعملِ أسماء الأفعالِ فإِنها تعملُ - غالباً - عملَ الفعل الذي تدلُّ عليه ، فترفعُ الفاعلَ : اسماً ظاهراً كما في أمثلةِ المجموعة ( أ ) ، فاسمُ الموصولِ ( ما ) في المثال الأول ، و كلمة ( النجاحُ ) في المثال الثاني كلاهما فاعلٌ لاسمِ الفعل ؛ أو ضميراً مستتراً كما في أمثلة المجموعة ( ب )  ففاعلُ اسمي الفعلِ فيها ضميرٌ مستتر وجوباً تقديره ( أنا ) و فاعل أسماء الأفعال في بقية الأمثلة ضمير مستتر وجوباً تقديره : ( أنت ) . كما تنصبُ أسماءُ الفعلِ المفعولَ به كما ترى في أمثلة المجموعة ( هـ ) ، فالمصدرُ المؤوَّل ( أنْ تُهلك ) في المثال الأول ، و كلمة ( المعروفَ ) في الثاني مفعولٌ به لأسماء الأفعال .

و ضابطُ عملِ اسم الفعل أن يوضعَ مكانَه الفعلُ الذي بمعناه ، فما صحَّ أن يكون فاعلاً أو مفعولاً به لهذا الفعل صحَّ أن يكون لاسمِ الفعلِ الذي يدل عليه و يقوم مقامه . فالفاعل في قولك : ( إليكما الكتاب ) ضمير مستتر تقديره : ( أنتما ) ، و في قولك : ( إليكم ) تقديره : ( أنتم ) ، و هكذا حسبما يتطلبه المعنى .


بقي أن تعرف أن من أسماء الفعل نحو ( صه ) ما يأتي منوناً كقولك : ( صهٍ أيها الطالب ) يدل على طلب السكوت عن أي كلام ، و غير منون كقولك : ( صهْ عن هذا الكلام ) يدل على طلب السكوت عن كلام معين .



القاعدة:


1- اسمُ الفعلِ : كلمةٌ تدلُّ على معنى الفعلِ ، و تعملُ عملَه ، و لا تقبلُ علاماتِه .

2- ينقسمُ اسمُ الفعلِ من حيثُ زَمَنِهِ إلى :

     اسمِ فعلٍ ماضٍ ، و اسمِ فعلٍ مضارعٍ ، و اسمِ فعلِ أمر .

3- ينقسم اسمُ الفعلِ من حيثُ وضعِهِ إلى قسمين :

  أ- مُرْتَجَلٍ : و هو ما وُضِعَ من أولِ أمرِهِ ليدلَّ على معنى الفعل .

  ب- منقولٍ : و هو ما نُقِلَ عن الجارِّ و المجرورِ ، أو الظرفِ ، أو المصدرِ ؛ ليدلَّ على معنى الفعل .


4- يصاغُ اسمُ الفعلِ قياسيًّا من الفعلِ الثلاثي المتصرفِ التامِّ على وزن ( فَعَالِ ) للدلالة على الأمر .


5- يُستعمَلُ اسمُ الفعلِ بصورةٍ واحدةٍ دائماً ، للمفردِ و المثنى و الجمعِ و المذكرِ و المؤنثِ ، إلا إذا كان متصلاً بكافِ الخطابِ ، فإن هذه الكافَ تتغيرُ تبعاً لتغيرِ المخاطبِ .

6- اسمُ الفعلِ مبنيٌّ دائماً ، و يعملُ عملَ الفعلِ الذي يدلُّ عليه ، فيرفعُ الفاعلَ ، و ينصبُ المفعولَ به إن كانَ فعلُه متعدياً .

7 - من أسماء الفعل ما يأتي منوناً ليدل على أمر عام ، وغير منون ليدل على أمر معين .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق