الجمعة، 5 ديسمبر 2014

المعرب و المبني من الأسماء و الأفعال و الحروف


المعرب و المبني من الأسماء و الأفعال و الحروف




قال تعالى :

(أ)

(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ).
 (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً).
  (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). 

(ب)

  (وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ ۗ).
  (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ).

(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ).

(ج)

(هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ).

 (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَة).

(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ).

(د)


( اقَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى).
  (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ).
  (لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ).
 ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ).


الشرح:



أتأملُ الاسم ( أمة ) الوارد في الآيات السابقة في المجموعة ( أ ) أجدُ أنه جاء مرة مرفوعاً ، و مرة منصوباً ، و مرة مجروراً ، فهو اسم معرب ؛ لأن ضبط آخره قد تغير بتغير موقعه في الجملة .

و حين ألاحظُ الفعل ( يتوب ) الوارد في الآيات السابقة في المجموعة ( ب ) أجدُ أنه في الآية الأولى جاء مرفوعاً ، و في الآية الثانية جاء منصوباً ، و في الآية الثالثة جاء مجزوماً ؛ و هذا يدل على أن الفعل المضارع معرب ؛ لأن ضبط آخره قد تغير حسب العوامل الداخلة عليه .

أتأملُ اسم الإشارة ( هؤلاء ) الوارد في الآيات السابقة في المجموعة ( جـ ) أجدُ أن شكل آخره لم يتغير بتغير العوامل ، فهو في الآية الأولى مبتدأ و لزم الكسر ، و في الآية الثانية اسم ( إن ) و لزم الكسر أيضاً ، و في الآية الثالثة مجرور بـ ( إلى ) و لزم الكسر أيضاً ؛ و هذا يدل على أن هذه الكلمة مبنية ؛ لأن شكلها لم يتغير في هذه الآيات ، و مثلها في ذلك أسماء الشرط و الاستفهام و الأسماء الموصولة و الضمائر و غيرها مما سيأتي تفصيله في الدرس القادم .

و حين ألاحِظُ الأفعال ( أفلحَ ) ( فذكرْ ) ( نخرجنك ) ( يُرْضِعْن ) في المجموعة ( د ) أجدُ أن الفعل ( أفلح ) في الآية الأولى فعل ماض مبني على الفتح ، و في الآية الثانية جاء فعل الأمر ( ذكِّرْ ) مبنيًّا على السكون ، فالماضي و الأمر مبنيان دائماً ، أما في الآية الثالثة من هذه المجموعة فقد جاء الفعل المضارع ( نخرجَنَّك ) متصلاً بنون التوكيد ، و في هذه الحالة يبنى على الفتح ، و في الآية الأخيرة جاء المضارع ( يرضعْن ) متصلاً بنون النسوة ، و في هذه الحالة يبنى على السكون .

أعودُ إلى المجموعتين ( أ ) و ( ب ) أجد أن اللام في ( للناس ) و ( أَنْ ) في  ( أن يتوب )  و الواو في ( و يتوب ) ملازمة للبناء و جميعها حروف . بهذا ندرك أن معظم الأسماء معربة ، و منها المبني ، أما الأفعال فالماضي و الأمر مبنيان دائماً ، و المضارع معرب إلا إذا اتصل بنون التوكيد أو نون النسوة فإنه يبنى ، أما الحروف فجميعها مبنية .

 القاعدة:

1 - الإعراب : هو تغيرُ أحوالِ أواخِرِ الكلماتِ لاختلافِ العواملِ الداخلةِ عليها .

2 - البناء : لزومُ آخرِ الكلمةِ حالةً واحدةً و إن اختلفتِ العواملُ الداخلةُ عليها .

3 - المعرب : هو الذي يتغيرُ شكلُ آخرهِ بتغيُّرِ العواملِ التي تسبقُه و يأتي اسماً و فعلاً .

4 - المبني : هو الذي لا يتغيَّرُ شكلُ آخرهِ بالحركاتِ الإعرابيةِ ، بل يلزمُ حالةً واحدةً و حركةً واحدةً . و يأتي اسماً و فعلاً و حرفاً .






الأسماء المبنية




1 - قال تعالى :(إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِر مَنْ يَخْشَاهَا).   

2 - قال تعالى : (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيد).
3 - قال تعالى :(هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ).
4 - قال تعالى :(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا) .
5_قال تعالى:(قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ).
6 - قال تعالى :(وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ).   

7 - قال تعالى :(فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا).

8 - عاشَ كلٌّ مِنْ سيبوَيْهِ و نفطوَيْهِ و مسكوَيْهِ في العصرِ العباسي .

9 - قال تعالى :(  إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ) .

10 - قال الشاعر :

و مَنْ لَا يصْرِفُ الوَاشِينَ عنهُ              صَبَاحَ مَسَاءَ يَبغوهُ خَبَالا


الشرح:


مر بنا في الدرس السابق أن الاسم يكون معرباً و مبنيًّا ، و علمنا أن الأصل في الأسماء الإعراب ، عدا ما سنورده في هذا الدرس ، فلْنتأمل في الأمثلة السابقة نجد فيها أسماءً مبنية لازمت حالة واحدة لا تفارقها مهما اختلف موقعها في الجملة .

ففي المثالين الأول و الثاني نجد الضميرين ( أنت و نحن ) و في المثال الثالث نجد اسم الإشارة ( هذا ) ، و في المثال الرابع نجد الاسم الموصول ( الذي ) ، و في المثال الخامس نجد اسم الاستفهام ( من ) ، و في المثال السادس نجد اسم الشرط ( ما ) ، و الضمير واو الجماعة في ( تفعلوا ) ، و في المثال السابع نجد اسم الفعل ( أفٍّ ) ، و في المثال الثامن نجد أعلاماً ختمت بـ ( وَيْهِ ) و هي : ( سيبوَيْهِ ، و نفطوَيْهِ ، و مسكوَيْهِ ) ، و في المثال التاسع نجد عدداً مركباً و هو ( أَحدَ عشرَ ) ، و في المثال العاشر نجد ظرفاً مركباً و هو ( صباحَ مساءَ ) .

أنظرُ إلى الأسماء السابقة أَجدُها مبنية و قد اختلفت علامة البناء فيها كالفتح في ( أنت ) ، و الضم في ( نحنُ ) و الكسر في ( سيبويهِ ) ، و السكون في ( منْ ، ما ، الذي ، واو الجماعة ) ، و فتح الجزأين في ( صباحَ مساءَ ) و ( أحدَ عشرَ إلى تسعةَ عشرَ ) ما عدا ( اثني عشرَ و اثنتي عشرةَ ) فإن الإعراب يقع على الجزء الأول منه و يعرب إعراب المثنى ، و الجزء الثاني يبنى على الفتح و لا محل له من الإعراب .

القاعدة:


أ - الأصلُ في الأسماءِ الإعرابُ ، و هناك أسماءٌ مبينةٌ ، أشهرها :

1 - الضمَائر .

2 - أسماءُ الإشَارةِ ما عدا ( هذين و هاتين ) فإنهما يعربان إعراب المثنى .

3 - الأسماءُ الموصولةُ ما عدا ( اللذين و اللتين ) فإنهما يعربان إعرابَ المثنى .

4 - أسماءُ الاستفهام .

5 - أسماءُ الشرط .

6 - أسماءُ الأفعال .

7 - الأعدادُ المركبةُ من ( أحدَ عشرَ ) إلى ( تسعةَ عشرَ ) ، ما عدا ( اثني عشرَ ، و اثنتي عشرةَ ) ، فإن الجزءَ الأولَ منهما يعربُ إعرابَ المثنى ، و الجزء الثاني يُبنى على الفتح .

8 - الظروفُ المركبةُ .

9 - ما خُتِمَ بـ ( وَيْهِ ) منَ الأعلامِ .

ب - علاماتُ البناءِ هِيَ : الضَّمُّ ، و الفتحُ ، و الكسْرُ ، و السُّكُونُّ .



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



المعرب من الأسماء






  أ- الأسماء الخمسة


(أ)

1 - قال تعالى :(إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ).

2 - قال تعالى :(وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ).

3 - قال تعالى :( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ ).

4 - قال تعالى :(إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ).

5 - استمع إلى نصيحة حَمِيك .

(ب)

6 - قال تعالى :(قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا).
7 - قال تعالى :(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا).

8 - حافظْ علَى نظافةِ فَمِك .

9 - قال تعالى :(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).

10 - احترمْ أبويك .

11 - مررتُ بأُخيِّكَ يلعبُ مَعَ أقرانِه في الحديقة .



الشرح:


أتأملُ الأمثلة السابقة أرى أنها وردت فيها الأسماء الخمسة التي سبق أن عرفتُها و هي :

أبٌ ، أخٌ ، حمٌ ، فو ، ذو .


و ألاحظُ أن هذه الأسماء في مجموعة ( أ ) قد جاءت مفردة و مضافة و لكن إلى غير ياء المتكلم و لم تُصَغَّر ؛ لذا فهي تعرب بالعلامات الفرعية لا الأصلية ، حيث : ترفع و علامة رفعها الواو نيابة عن الضمة ، و تنصب و علامة نصبها الألف نيابة عن الفتحة ، و تجر و علامة جرها الياء نيابة عن الكسرة ، كما ألاحظُ أن ( ذو ) ملازمة للإضافة دائماً و لكن إلى الاسم الظاهر .

و إذا تأملتُ أمثلة المجموعة ( ب ) وجدتُ أنه قد اختل بعض الشروط فيها . حيث انقطعت عن الإضافة في المثال السادس ؛ و كانت الإضافة إلى ياء المتكلم في المثال السابع و اتصلت الميم بكلمة ( فو ) في المثال الثامن ؛ و جُمِعت و ثُنِّيت في المثالين التاسع و العاشر ؛ و صُغرت في المثال الحادي عشر ، فهي في هذه الحالة تخرج عن إعراب الأسماء الخمسة إلى ما يناسبها من علامات الإعراب الأخرى أصلية أو فرعية .


القاعدة:

الأسماءُ الخمسةُ هي : أبو ، و أخو ، و حمو ، و فو ، و ذو .

إعرابها :
 علامةُ رفعِها الواوُ نيابةً عن الضمةِ ، و علامةُ نصبِها الألفُ نيابةً عن الفتحةِ ، و علامةُ جرِّها الياءُ نيابةً عن الكسرةِ . و لا تُعرَبُ الأسماءُ الخمسةُ هذا الإعرابَ إلا بالشروط التاليةِ :

1 - أن تكونَ مضافةً . فلو قُطِعَتْ عنِ الإضافةِ أُعرِبَتْ بالحركاتِ الظاهرةِ .

2 - أن تكونَ إضافتُها لغيرِ ياءِ المتكلمِ ، فإن أُضِيفتْ إليها ، أُعربَتْ بحركةٍ مقدرةٍ على ما قبلَ ياءِ المتكلمِ مَنَعَ من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المناسبةِ .

3 - أن تكونَ مفردةً . فلو ثُنِّيَتْ أُعرِبتْ إعرابَ المثنى ، و إن جُمِعتْ جمعَ تكسيرٍ أُعربَت بالحركاتِ الظاهرةِ .

4 - ألّا تُصَغَّرَ . فَلو صُغِّرتْ مثلَ : أُبَيٍّ و أُخيٍّ ؛ فإنّها لا تُعربُ بالحروفِ ، و إنما تُعرَبُ بالحركاتِ الظاهرةِ .

5 - أن تخلو كلمة ( فو ) من الميمِ ، فلو اتصلَتْ بها الميمُ أُعربتْ بالحركاتِ الظاهرةِ .




  ب - المثنى و ما يلحق به




(أ)


1 - أقبلَ الصديقانِ .

2 - زُرْتُ الحرمين .

3 - أُعْجِبْتُ بالطالبينِ المهذَّبينِ .

(ب)

4 - جاءَ فَتَيانِ اثنان .
5 - مَضَتْ ليلتانِ اثنتان .
6 - قال تعالى :(إذ أرسلنا إليهم اثنين)
7- قال تعالى :(فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ).

(جـ)


8 - انفتحَ البابانِ كِلَاهُمَا .

9 - كافأتُ المجتَهِدَينِ كِلَيْهِمَا .

10 - استمعتُ إلى الصدِيقينِ كِلَيْهِمَا .

11 - خَرَجَتِ البنتانِ كِلْتَاهُمَا.

12 - أتمَمْتُ المحاضرتَيْنِ كلْتَيهِمَا.

13 - أثنيتُ على الطالبَتيْنِ كلْتَيهِمَا.


(د)

14 - حضَر كِلَا الرجلينِ.

15 - قابلتُ كِلَا الطالبينِ.

16 - أحسنتُ إلى كِلَا الفقيرين.
17 - قال تعالى :(كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا).
18 - سمعتُ كِلْتَا القصيدتين.

19 - اشتركتُ في كِلْتَا الرحلتينِ 


(هـ)

20 - الأمينُ و المأمونُ ابنا الرشيد.

21 - أصبحتِ السعوديةُ و الكويتُ مَصْدَرَيْ إنتاجٍ عظيمٍ للبترول.

22 - قرأتُ ما بينَ دَفَّتَي الكتاب.




الشرح:

 إذا تأملتُ الكلمات : ( الصديقان ، الحرمين ، الطالبين ) الواردة في المجموعة الأولى ( أ ) رأيتُ أن كل واحدة منها تدل على اسمين معربين مفردها : ( صديق ، حرم ، طالب ) ، غير مركبين تركيباً مزجيًّا نحو ( حضرموت ) ، و لا إسناديًّا نحو : ( جاد الحق ) . و أن كل مفرد منهما يطابق صاحبه في اللفظ و المعنى ، و قد زيدت على آخره ألف و نون في حالة الرفع ، و ياء و نون في حالتي النصب و الجر ، و عند زيادة هذين الحرفين استغنينا عن أن نقول : أقبل صديق و صديق ، زرت الحرم و الحرم ، و أعجبت بطالب و طالب ، أي أننا قد اكتفينا بهذه الزيادة بدلاً من عطف كلمة على نظيرتها الموافقة لها تمام الموافقة في الحروف و الحركات . و يسمى هذا الاسم المعرب الذي يدل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف و نون أو ياء و نون في آخره و يطابق المفرد في اللفظ و المعنى : المثنى .

و إذا تأملتُ الكلمات : ( اثنان و اثنتان و اثنين و اثنتين ) الواردة في المجموعة الثانية ( ب ) وجدتُ أن كل لفظ منها دل على اسمين ؛ و لكن ليس له مفرد من لفظه فهما ملحقان بالمثنى و يعربان إعرابه بزيادة ألف و نون في الرفع ، و ياء و نون في النصب و الجر .

و إذا تأملتُ الكلمات : ( كلاهما و كلتاهما و كليهما و كلتيهما ) الواردة في المجموعة الثالثة ( جـ ) رأيتُ أن هذه الكلمات لا مفرد لها من لفظها فليست من المثنى بل هي ملحقة به لورودها معربة إعرابه بالألف رفعاً و بالياء نصباً و جرًّا ؛ و ذلك بشرط أن يضافا إلى الضمير .

و إذا تأملتُ الكلمتين : ( كلا و كلتا ) الواردتين في المجموعة الرابعة ( د ) وجدتُ أن كل واحدة منهما قد أضيفت إلى اسم ظاهر فلازمتهما الألف في جميع الأحوال رفعاً و نصباً و جرًّا فلم تعربا إعراب المثنى بل أعربتا كالاسم المقصور بحركات مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .

بعد ذلك أتأمل الكلمات المثناة ( ابنا ، و مصْدري ، و دفتي ) في أمثلة المجموعة الخامسة ( هـ ) أجدُ أنها


 قد حذفت منها النون في حالات الإعراب الثلاث : الرفع و النصب و الجر . فـ ( ابنا ) خبر مرفوع و علامة رفعه الألف ؛ لأنه مثنى و حذفت النون منه لإضافته إلى الرشيد . و ( مصدري ) خبر أصبح منصوب و علامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى و حذفت النون منه لإضافته إلى إنتاج . و ( دفتي ) مجرور بالإضافة و علامة جره الياء ؛ لأنه مثنى و حذفت النون منه كذلك ؛ لإضافته إلى الكتاب و ذلك مقابلة للتنوين في المفرد .


القاعدة:


1 - تعريفه :

المثنى هو كل اسم دلَّ على اثنينِ أو اثنتينِ بزيادةِ ألفٍ و نونٍ أو ياءٍ و نونٍ على مفردِه .

2 - شروطه :

يُشترطُ في الاسمِ الذي يُثَنَّى أن يكونَ مُفرَداً مُعرَباً غيرَ مركبٍ تركيباً مزجيًّا أو إسناديًّا ، له مُمَاثلٌ في اللفظِ و المعنى .

3 - ما يلحق به :

و يُلحَقُ بالمثنى في إعرابِهِ ألفاظٌ هي ( اثنان و اثنتان ) ، و ( كلا و كلتا ) إذا أضيفتا إلى الضميرِ ، أما إذا أُضيفتا إلى الاسمِ الظاهرِ ، فإنهما تُعرَبان إعرابَ الاسمِ المقصورِ .

و ( هذان و هاتان ) ، و( اللذان و اللتان ) تُعربُ إعرابَ المثنى كما مَرَّ بِكَ في أبوابٍ سابقةٍ .

4 - إعرابه :

يرفعُ المثنى و علامةُ رفعه الألفُ نيابةً عن الضمةِ ، و ينصبُ و علامةُ نصبه الياءُ نيابةً عن الفتحةِ ، و يجرُّ و علامةُ جرهِ الياءُ نيابةً عن الكسرةِ .

5 - بَعْضُ أحكامِه :

نونُ المثنى مكسورةٌ دائماً و هِيَ عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفردِ ؛ و لذلك تُحذَفُ عند الإضافةِ كما يُحذَفُ التنوينُ أيضاً في هذهِ الحالةِ .





  جـ - جمع المذكر السالم و ما يلحق به




)

1 - حضرَ العليُّونَ للالتحاقِ بالمدرسة .
2 - شجعْتُ المحمّدِينَ على اجتهادِهم .
3 - نظرتُ إلى الإبراهيمينَ نظرةَ احترام .

   

(ب )

4 - الصابرونَ فائزون .
5 - المعلِّمونَ مرشدون .
6 - ما زالَ المؤمنونَ منتصرين .

(جـ)

7 - قال تعالى :(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
8 - قال تعالى :(الحمدلله رب العالمين) .
9 - تقربْ من الأهلين .
10 - قال تعالى :(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى).
11 - اشترك في الرحلة عشرون طالباً .
12 - قال تعالى :(فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِين)   

)

13 - قال تعالى :(إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ).
14 - قال تعالى :(  وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ).
15 - لمعلميك أثرٌ في تربيتك .


الشرح:


أتأملُ الكلمات ( العليون ، المحمدين ، الإبراهيمين ) الواردة في المجموعة الأولى ( أ ) أجدها جموع أعلام تدل على أكثر من اثنين – مع سلامة لفظ المفرد دون تغيير فيه – بزيادة واو و نون في آخرها في حالة الرفع ، أو ياء و نون في حالتي النصب و الجر ، و أن مفرد كل منها هو : ( علي ، محمد ، إبراهيم ) ، و هو علم لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث و من التركيب المزجي مثل : ( معدي كرب ) ، و الإسنادي مثل : ( جاد الحق ) ، أما الإضافي فيجمع صدره و يضاف إلى عجزه ، مثل : ( عبد الله ) فيقال : جاء عبدو الله ، و رأيت عبدي الله ، و مررت بعبدي الله .

ثم أنظر مرة أخرى إلى الكلمات ( فائزون ، مرشدون ، منتصرين ) الواردة في المجموعة الثانية ( ب ) أجدُ أن كل واحدة منها تدل على صفة لمذكر عاقل خالية من التاء و ليست على وزن ( أفعل ) الذي مؤنثة ( فعلاء ) و لا ( فَعْلان ) الذي مؤنثه ( فعلى ) ، و أن مفرد كل واحد منها : ( فائز ، مرشد ، منتصر ) ، و لهذا جمعت هذه الكلمات جمع مذكر سالماً لاستيفائها الشروط السابقة .

و إذا تأملتُ الكلمات ( البنون ، العالمين ، الأهلين ، أولو ، عشرون ، سنين ) ، الواردة في المجموعة الثالثة ( جـ ) أجدُ أن كلمة ( بنون ) جمع تكسير و مفرده : ( ابن ) حذفت منه الهمزة عند الجمع و تحركت الباء بالفتح فتغيرت لذلك صورة المفرد . و كلمة ( أهل ) قد جمعت على ( أهلين ) مع أنها اسم جامد ليست علماً أو صفة . و ( أولو ) خرج عن حد الجمع بأنه لا واحد له من لفظه و لكن له مفرد من معناه و هو صاحب ؛ لأن ( أولو ) بمعنى : أصحاب ، و هي و سابقتها تسميان اسم جمع كما أن ( عشرون ) إلى التسعين خرج عن الجمع أيضاً ؛ لأنه اسم جمع لا واحد له من لفظه . أما ( سنين ) فهي جمع تكسير و مفرده سنة مكسور السين في الجمع ، مفتوحها في المفرد فضلاً عن أنها لمؤنث لا يعقل . أما ( عالَمون ) بفتح اللام فهي اسم جمع كغيره من أسماء الجموع نقول العالم العربي ، و العالم الإسلامي ، و نحوه .

و خلاصة القول أن الكلمات الواردة في المجموعة الثالثة ( جـ ) لا تسمى جمع مذكر سالماً ؛ لعدم استيفائها الشروط المطلوبة ، و لهذا عُدّت ملحقة به و أعربت إعرابه .



و في أمثلة المجموعة الرابعة ( د ) أجدُ الكلمات ( مرسلو ، و مهلكي ، و معلميك ) قد حذفت منها النون في حالات الإعراب الثلاث الرفع و النصب و الجر . فكلمة ( مرسلو ) خبر ( إنّ ) مرفوع و علامة رفعه الواو ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، و حذفت النون منه لإضافته إلى الناقة . و ( مهلكي ) خبر ( كان ) منصوب ، و علامة نصبه الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، و حذفت النون منه لإضافته إلى القرى . و ( معلمي ) اسم مجرور باللام ، و علامة جره الياء ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، و حذفت النون منه لإضافته إلى الضمير .


القاعدة:



أ - التعريف :

جمعُ المذكرِ السالمِ : هو كل اسم دلَّ على أكثرَ من اثنين بزيادةِ واوٍ و نونٍ أو ياءٍ و نونٍ على مفرده ، و كان له مفردٌ من جنسِهِ . فإن لم يكنْ له مفردٌ من جنسهِ ، و دلَّ على أكثرَ من اثنين ، كان مُلْحَقاً بالجمعِ . و سمِّيَ بالسالمِ لسلامةِ مفردِهِ من التغييرِ بعدَ الجمعِ .

ب - شروطُه :

لا يُجمعُ على هذا الجمع إلَّا ما يأتي :

1 - أعلامُ الذكورِ العقلاءِ الخاليةُ من التاءِ و مِنَ التركيب غير الإضافي .

2 - أوصافُ الذكورِ العقلاءِ الخاليةُ من التاءِ .

3 - إذا جاء الوصفُ من باب ( أفْعَل ) الذي مؤنثُهُ على ( فَعْلَاءَ ) كأحمرَ حمراءَ ، أو مِنْ باب ( فَعْلان )
 الذي مؤنثه على ( فَعْلَى ) كعطشان عَطْشى . فإنه لا يُجمعُ جمعَ مذكرٍ سالماً.

جـ - الملحَقُ به :

يُلحَقُ بجمعِ المذكر السالم في إعرابِه ألفاظٌ منها : بَنُونَ و أهلُونَ و سُنُونُ و أُولو و عالَمُون ، و ألفاظُ العقودِ و هي : عشرون ، و ثلاثون إلى التسعين .

د - إعرابه :

يُرفع جمعُ المذكرِ السالمُ و الملحقُ به ، و علامةُ ذلك الواوُ ؛ نيابةً عن الضمةِ ، و يُنصبان و يُجران ، و علامةُ ذلك الياء ؛ نيابةً عن الفتحةِ و الكسرةِ . و نونُ جمعِ المذكرِ السالِم و الملحقِ به مفتوحةٌ دائماً و تُحذَفُ في حالةِ الإضافةِ ؛ لأنها عِوَضٌ عن التنوين في الاسمِ المفردِ .



  د - جمع المؤنث السالم و ما يلحق به



(أ)


1 - اجتهدتِ المرْيَماتُ في دروسِهِنّ .

2 - إن الزينباتِ مؤدباتٌ يَلْتَزِمْنَ بتعاليمِ الإسلام .

3 - للهنداتِ نشاطٌ بارز .

(ب)

4 - قدمَ الطلحاتُ مِنَ المعسكر .

5 - فازتِ الفاطماتُ بالجوائِز آخرَ العام .

6 - جنيتُ ثمراتٍ من نِتَاجِ عملي .

7 -رضيتُ عن مسلماتٍ قانتات .

(جـ)

8 - تصدقتُ بِدُرَيْهِمَاتٍ في أيامٍ مباركة .

9 - هذهِ جبالٌ شامخاتٌ يهتدِي بها السائرُ في الصحراء.

)


10 - جاءَت أولاتُ الفضلِ .

11 -اِحترمْ أولاتِ الخُلق .

12 -أعجبتُ بأولاتِ العفَّةِ .

(هـ)

13 - صَفْحة : صَفَحات .

14 -غُرفة : غُرَفَات   غُرُفات   غُرْفات .

15 - خِدْمة : خِدَمات   خِدِمات   خِدْمات .



الشرح:


ألاحظُ الكلمات ( المريمات ، الزينبات ، الهندات ) الواردة في المجموعة الأولى ( أ ) أجدُها تدل على أكثر من اثنتين و مفردها ( مريم ، زينب ، هند ) . و قد خلت هذه الأعلام المفردة المؤنثة من التاء و جمعت بزيادة ألف و تاء في آخرها مع سلامة المفرد من التغيير .

ثم أتأملُ الكلمات ( الطلحات ، الفاطمات ، ثمرات ، مسلمات ) الواردة في المجموعة الثانية ( ب ) أجدُ أن مفردها : ( طلحة ، فاطمة ، ثمرة ، مسلمة ) ، و أن جميع هذه المفردات مؤنثة ؛ لأنها ختمت بتاء التأنيث ، و جمعت بزيادة ألف و تاء في آخر الاسم المفرد .

و إذا تأملتُ الكلماتِ ( دريهمات ، شامخات ) الواردة في المجموعة ( جـ ) أجدُ أن مفردها : ( دريهم و شامخ ) الأول مصغر يدل على مذكر لا يعقل ؛ و لذلك جمعت بالألف و التاء ، و الثاني وصف لمذكر غير عاقل ؛ و لهذا جمعت بالألف و التاء .

أما كلمة ( أولات ) الواردة في أمثلة المجموعة ( د ) فهي بمعنى : صاحبات ، اسم جمع و ليست جمعاً ، و لا مفرد لها من لفظها و إنما لها مفرد من معناها و هو ( ذات ) بمعنى : صاحبة ، و لهذا السبب ألحقت بجمع المؤنث السالم و ذلك لعدم استيفائها الشروط المطلوبة لهذا الجمع .

و إذا نظرتُ إلى الكلمات : ( صفحات ، غرفات ، خدمات ) الواردة في المجموعة الخامسة ( هـ ) أجدُ أن مفردها : ( صَفْحة ، غُرْفة ، خِدْمة ). و كل منها اسم ثلاثي ساكن العين صحيحها خال من التضعيف ، و الجمع يتوقف على حركة فاء الكلمة ، فالكلمة ( صَفْحَة ) ، مفتوحة الفاء ، ساكنة العين ، فجمعها ( صَفَحات ) ، بفتح الفاء و العين معاً . أما إذا كان الاسم مضموم الفاء أو مكسورها فلنا فيه ثلاث لغات و ذلك نحو : ( غُرْفَة ، خِدْمة ) ، فنقول في جمعها : ( غُرَفات ، خِدَمات ) ، بفتح ثانيه ، أو بإتباع ثانيه لأوله ، فنقول فيه : ( غُرُفات ، خِدِمات ) ، أو التسكين ، ( غُرْفات ، خِدْمات ) . أما إذا كان مفتوح العين أو مضعفها أو معتلها أو زائداً على الثلاثة فإنه يجمع جمع مؤنث سالماً على لفظه دون نظر إلى حركة فائه مثل : سَحَر ، جنّة ، خَود ، فاطمة .




القاعدة:


أ - التعريف :

جمعُ المؤنثِ السالمُ هو ما دلَّ على أكثرَ من اثنتين بزيادةِ ألفٍ و تاءٍ على مفردِهِ .

ب - ما يُجمع على هذه الصورةِ :

1 - ما خُتِمَ بتاءِ التأنيث .

2 - ما كان خالياً من علامةِ التأنيثِ و لكنه مؤنثٌ تأنيثاً معنويًّا .

3 - الاسمُ المصغَّرُ لمذكرٍ غيرِ عاقلٍ .

4 - الوصفُ المذكرُ لغيرِ العاقلِ .

ج - إعرابهُ :

يُرفعُ جمعُ المؤنثِ السالمُ و الملحقُ به ، و علامةُ الرفعِ الضمةُ كالاسمِ المفردِ ، و يجرُّ و علامةُ ذلك الكسرةُ ، و يُنصبُ و علامةُ ذلك الكسرةُ ؛ نيابةً عن الفتحةِ .

د - ما يُلحق به :

يُلحقُ بهذا الجمعِ في إعرابِه كلمةُ ( أولات ) بمعنى : صاحباتٍ ، فإنها اسمُ جمعٍ و ليستْ جمعاً إذ لا واحدَ لها من لفظِها .

هـ - بعضُ أحكامه :

إذا كان الاسمُ المفردُ المؤنثُ ثلاثيًّا صحيحَ العينِ ساكنَها غيرَ مُضَعَّفِها ؛ فإن كان مفتوحَ الفاءِ وجبَ فتحُ عينهِ عندَ الجمعِ . أما إذا كان مضمومَ الفاءِ أو مكسورَها ، جازَ في عينهِ الفتحُ ، أو الإتباعُ لحركةِ الفاءِ ، أو التسْكين .











هناك تعليقان (2):