الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

التوابع (النعت،العطف،البدل،التوكيد)



  أ - النعت





 الأمثلة :



(أ)

1 - قالَ تعالَى :(الحج أشهر معلومات).
2 - قالَ تعالَى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا).
 3 - قالَ تعالَى :(فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ) .
4 - قالَ تعالَى :(وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ).
5 - قالَ تعالَى :(فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ).

6 - قالَ تعالَى :(أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) .

   
(ب)

7 - أمام مدرستنا شجرةٌ باسقةٌ فروعُها .

8 - مررت بالرَّجُلِ المكسورةِ رجْلُه .

9 - هذه صورةٌ قديمٌ عهدُها .

10 - هاتان بئران عذبٌ ماؤُهما .

11 - بهَرني الفدائيون المحكمُ تدبيرُهم .


 
(جـ)

12 - قالَ تعالَى :(إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ).


13 - قالَ تعالَى :(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ).

شعراء .

(د)

14 - قالَ تعالَى :(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ).
15 - قالَ تعالَى :(أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ).



 الشرح:


تأمل الكلمات الملونة بالأخضر في أمثلة المجموعة ( أ ) تجد أنها كلمات تدل على صفة في الأسماء التي قبلها ، و ذلك على العكس من الكلمات الملونة بالأزرق في أمثلة المجموعة ( ب ) ، فإنها تدل على صفة في الأسماء التي جاءت بعدها غير أن تلك الأسماء التي بعدها لها تعلق و ارتباط و صلة بما قبلها ، فإن ( الفروع ) في المثال السابع لها صلة بـ ( الشجرة ) و مضافة إلى ضمير يعود عليها ، و كذلك ( الرِّجْل ) في المثال الثامن لها ارتباط بـ ( الرَّجل ) و مضافة إلى ضمير يعود عليه.. و هكذا في بقية الأمثلة . و تسمى الكلمات التي تدل على صفة في الأسماء التي قبلها : بالنعت الحقيقي ، كما في أمثلة المجموعة ( أ ) كلِّها ، أما إذا كانت تدل على صفة في اسم بعدها له ارتباط بما قبلها ، فإنها تسمى بالنعت السببي .

و إذا عدنا مرة أخرى إلى أمثلة المجموعة ( أ ) ، و هي أمثلة النعت الحقيقي ، نجد النعت فيها يتبع المنعوت في الإعراب ، ففي المثال الأول النعت مرفوع ؛ لأن منعوته مرفوع ، و في المثال الثاني النعت منصوب ؛ لأن المنعوت منصوب ، و في المثال الثالث النعت مجرور ؛ لأن المنعوت مجرور كذلك . كما نجد أن النعت يتبع المنعوت في تنكيره كما في الأمثلة الثلاثة  الأولى ، أو في تعريفه كما في المثالين الرابع و السادس . كذلك نجد أن النعت يتبع منعوته في إفراده كما في المثالين الثاني و الرابع ، أو في تثنيته كما في المثال الخامس ، أو في جمعه كما في المثال السادس . كما نجد أيضًا أن النعت يتبع منعوته في تذكيره كما في المثال الثاني ، أو في تأنيثه كما في المثال الرابع . و هكذا يمكن أن نقول : إن النعت الحقيقي يتبع منعوته في أربعة أشياءَ : في واحد من أوجه الإعراب ، و في واحد من التعريف و التنكير ، و في واحد من الإفراد و التثنية و الجمع ، و في واحد من التذكير و التأنيث .
و إذا تأملت أمثلة المجموعة ( ب ) ، و هي أمثلة النعت السببي ، تجد النعت فيها يتبع المنعوت قبله في اثنين : في إعرابه ، و في تعريفه أو تنكيره كذلك ، غير أنه في ناحية الإفراد و التثنية و الجمع لا يتبعه في شيءٍ منها ، بل يكون مفرداً دائماً ، كما يتضح من الأمثلة كلها في هذه المجموعة ، أما التذكير و التأنيث ، فإنه لا يتبع فيها ما قبله بل يعامل هنا بحسب ما بعده ، فقد أُنِّث النعت في المثال الثامن : ( مررت بالرَّجُلِ المكسورة رِجْلُه مثلاً ) ؛ لأن ما بعده و هو ( الرِّجْل ) مؤنثة ، مع أن ما قبله مذكر ، كما ذُكِّر في المثال التاسع : ( هذه صورةٌ قديمٌ عهدُها ) ؛ لأن ما بعده و هو ( العهد ) مذكر، و هكذا يمكن أن نقول : إن النعت السببي يكون مفرداً دائماً سواء أكان ما قبله مثنى كما في المثال الرابع أو جمعاً كما في المثال الخامس ، و يتبع ما قبله في إعرابه ، و في تعريفه أو تنكيره ، كما يتبع ما بعده في تذكيره أو تأنيثه فحسب .

و النعت يأتي في اللغة العربية ( جملة ) سواء أكانت تلك الجملة فعلية ، كما في المثال الثاني عشر في المجموعة ( جـ ) ، أم كانت جملة اسمية كما في المثال الثالث عشر من أمثلة المجموعة نفسها . و هنا لا بد أن تشتمل جملة النعت على ضمير يربطها بالمنعوت و هو الهاء في كلمتي ( منه ) و ( طلعها ) في المثالين المذكورين .

كما يأتي النعت ( شبه جملة ) أي ظرفاً ، كما في المثال الرابع عشر من المجموعة ( د ) ، أو جارًّا و مجروراً ، كما في المثال الخامس عشر في أمثلة تلك المجموعة كذلك .

غير أننا نلاحظ أن المنعوت في حالة النعت بالجملة أو شبه الجملة لا بد أن يكون نكرة ، كما هو واضح في أمثلة المجموعتين ( جـ ، د ) ، لأنه إن كان ما قبل الجملة أو شبه الجملة معرفة ، كانت الجملة و شبه الجملة حالين لا نعتين ( 1 ) ، فلو قلت مثلاً : ( سمعت عصفوراً يغرِّد ) ، كانت جملة ( يغرِّد ) صفة لـ ( عصفور ) ، على عكس مما لو قلت : ( سمعت العصفور يغرِّد ) ، فإن الجملة نفسها تُعرب حالاً من ( العصفور ) ، لا نعتاً له .



القاعدة:



1 - النعت : هو ما دلَّ على صفة في اسم قبله ، أو في اسم بعده له صلة بما قبله .

2 - أنواع النعت :

إِذا دلَّ النعت على صفة في اسم قبله ، فهو : النعت الحقيقيُّ ، و إِن دلَّ على صفة فيما له صله بما قبله فهو : النعت السببيُّ .

3 -النعت الحقيقي يتبع منعوته في أربعة أشياء :
( أ ) واحد من حالات الإعراب : الرفع و النصب و الجر .
( ب ) واحد من التعريف و التنكير .
( ج ) واحد من الإفراد و التثنية و الجمع .
( د ) واحد من التذكير و التأنيث.

4 - النعت السببي : يكون مفردًا دائماً ، و يتبع ما قبله في شيئين :
( أ ) واحد من حالات الإعراب : الرفع و النصب و الجر .
( ب ) واحد من التعريف و التنكير .
 كما يتبع ما بعده في التذكير و التأنيث .

5 -يأتي النعت جملة اسمية و فعلية ، كما يأتي شبه جملة ، أي : ظرفًا أو جارّاً و مجروراً ، و يجب أن يكون المنعوت حينئذ نكرة .

6 - إذا كان النعت جملة فلا بد أن تشتمل على ضمير يربطها بالمنعوت .






ب - العطف




 الأمثلة  :



(أ)

1 - قال تعالى: (قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ).
2 - قالَ تعالَى :(وَاللَّهُ الَّذِي يرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً).
3 - قالَ تعالَى : (مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ).
 
(ب)


4 - قالَ تعالَى :(فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ).

5 - قالَ تعالَى : (قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ).

6 - قالَ تعالَى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا).
 
(جـ)

7 - قالَ تعالَى :(سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا).
8 - قالَ تعالَى : ( وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ).
9 - قالَ تعالَى :  (قل هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ).

   
(د)

10 - المؤمن يُجزَى بالحسناتِ حتى مثقالِ الذرة .

   
(هـ)

11 - قرأت كتاباً لا صحيفةً .


(و)

12 - ظهر على الأمواج زورقٌ بلْ سفينةٌ .
13 - اكتبْ قصَّةً بلْ قصيدةً .
 
(ز)

14 - أنا و أنت صديقان  .
15 - قال صلى الله عليه سلم  :  ( أنا و كافلُ اليتيمِ في الجنة)   .
16 - قالَ تعالَى :(فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ).
17 - قالَ تعالَى :(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ).
18 - قالَ تعالَى : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا). 
19 - قالَ تعالَى : (وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ).


 الشرح:


 الواو ، و الفاء ، و ثم ، و أو ، و هذه الحروف تأتي لمعانٍ في الجملة فالواو لمطلق الجمع كما في المثال الأول من المجموعة ( أ ) ، و الفاء تدل على الترتيب و التعقيب كما يتضح ذلك من المثال الثاني ، و ( ثم ) تأتي للترتيب مع التراخي كما يظهر لك من المثال الثالث في المجموعة نفسها .

أما ( أو ) فإنها تأتي للتخيير كما في المثال الرابع من المجموعة ( ب ) . كذلك تأتي للشك و يظهر ذلك في المثال الخامس ، و للتقسيم أو التفصيل كما في المثال السادس من المجموعة نفسها .

و هناك حروف أخرى للعطف هي : ( أَمْ ، حتّى ، لاَ ، لكنْ ، بلْ ) فـ ( أَمْ ) تدل على التسوية بين شيئين إذا وقع قبلها همزة مسبوقة بكلمة : ( سواء ) أو ( ما أبالي ) و ما أشبههما ، كالمثال السابع في المجموعة ( جـ ) ، كما تدل على التعيين و هذا ظاهر في المثال الثامن ، و تدل كذلك على معنى الإضراب و العدول عن الشيء إلى غيره كما في المثال التاسع من تلك المجموعة .

و في المثال العاشر من المجموعة ( د ) ترى ( حتى ) دلت على الغاية التي تنتهي إليها الأشياء بالزيادة أو النقص . أما ( لا ) فإنها تدل على إثبات الحكم للمعطوف عليه و نفيه عن المعطوف كما في المثال الحادي عشر من المجموعة ( هـ ) .

و في المجموعة ( و ) نرى أن ( بَلْ ) أفادت الإضراب و ذلك بعد الخبر المثبت أو الأمر . أما إذا سُبقت بنفي أو نهي فإنها تكون حرف استدراك ، و يُعرب ما بعدها  كإعراب ما قبلها و يكون عاملُه مقدراً ، فكلمة ( الصدق ) في قولك : ( ما قلتُ الكذب بل الصدق ) مفعولٌ به لفعل محذوف يفسره المذكور قبله و التقدير : ( ما قلت الكذب بل قلتُ الصدق ) .

تلك هي حروف العطف في اللغة و هي تُلْحِق المعطوف بالمعطوف عليه في الإعراب رفعًا و نصبًا و جرًّا و جزمًا ، و يعطف بها الاسم على الاسم ، و الفعل على الفعل ، و الجملة على الجملة كما اتضح ذلك من خلال الأمثلة .

و يجوز في اللغة عطف الضمير المنفصل على الضمير المنفصل ، و عطف الاسم الظاهر على الضمير المنفصل ، أو المتصل المنصوب كما في الأمثلة ( 14 - 16 ) في المجموعة ( ز ) ، أما عطف الاسم الظاهر على الضمير المرفوع بارزًا كان أو مستترًا ، فإنه لا يجوز ؛ إلا أن يفصل بين المتعاطفين بضمير منفصل يكون توكيداً لسابقه كما في المثال السابع عشر ، أو بغيره كالنفي في المثال الثامن عشر ، كذلك يعطف الظاهر على الضمير المجرور و لكن بإعادة الجار ، كما في المثال التاسع عشر في المجموعة السابقة .




القاعدة:



1 - العطف : تابع يتوسط بينه و بين متبوعه أحد حروف العطف .

2 - حروفُ العطف كثيرةٌ ، و إليك أشهرَها و أهمَّ معانيها :

   ( أ ) الواو     :  لمطلق الجمع .

  ( ب ) الفاء    :  للترتيب و التعقيب .

  ( جـ ) ثُمَّ     :  للترتيب و التراخي .

  ( د ) أو       :  للتخيير ، أو الشك ، أو التقسيم و التفصيل .

  ( هـ ) حتَّى   :  للغاية في النقص أو الزيادة .

  ( و ) أم       :  للتسوية بين شيئين ، أو لطلب التعيين ، أو للإضراب .

  ( ز ) لا       :  لنفي الحكم عن المعطوف .

  ( ح ) بل      :  للإضراب بعد الخبر المثبت و الأمر .



3 - يتبع المعطوف المعطوف عليه في إعرابه رفعاً و نصبًا و جرًّا و جزمًا ، و في نوعه ، أي : يعطف الاسم على الاسم ، و الفعل على الفعل ، و الجملة على الجملة .

4 - يعطف الضمير المنفصل على الضمير المنفصل ، و الاسم الظاهر على الضمير المنفصل ، أو على الضمير المتصل المنصوب ، بلا قيد و لا شرط .

5 - يعطف الاسم الظاهر على الضمير المتصل المرفوع ، بارزًا أو مستترًا ، بشرط أن يفصل بينهما بضمير منفصل يؤكده ، أو أي فاصل .

6 - يعطف الاسم الظاهر على الضمير المتصل المجرور ، بشرط إعادة الجار مع المعطوف .








جـ - البدل




 الأمثلة :




(أ)

1 -  قالَ تعالَى :(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا ).

2 -  قالَ تعالَى :(وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ*النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا).

 
(ب)

3 - قالَ تعالَى :(فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).


(جـ)

4- قالَ تعالَى :(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ).

5 - أطربني البلبلُ صوتُه .

(د)

6- قالَ تعالَى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

7 - قالَ تعالَى : (أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ).


 الشرح:



تأمل الكلمات الملونة بالأزرق في أمثلة المجموعات الثلاث الأولى ، تجد كل كلمة منها قد سبقت بكلمة أُخرى ليست مقصودة لذاتها ، و إنما ذكرت توطئة و تمهيداً لهذه الكلمات الملونة ، فـ ( الكعبة ) في المثال الأول مَهَّدت للكلمة الملونة في المثال نفسه و هي ( البيت ) ، فهذه الكلمة هي المقصودة لذاتها في هذه الآية ، و فائدة هذا التكرار تقوية الكلام و تقريره . و مثل هذه الكلمات تسمى بدلاً و هي تتبع الكلمات التي تسبقها في إعرابها رفعاً و نصباً و جرّاً و جزماً ، و تسمى الكلمة التي تسبق البدل المُبْدَل منه .

و البدل أنواع ، فهو إن كان مساوياً للمبدل منه تماماً سُمِّي بدل الكلِّ من الكلِّ أو البدل المطابق كما في أمثلة المجموعة ( أ ) .

و إن كان البدل جزءًا من المُبْدَل منه ، كما في أمثلة المجموعة ( ب ) ، سمي البدل بدل البعض من الكلّ ، فإنّ ( مقام إبراهيم ) هو بعض آيات البيت الكريم ، و المستطيعون للحج هم بعض الناس .

و إن كان البدل يدل على صفة عارضة في المبدل منه ، و لا يدل على جزء أصيل فيه ، سمي بدل الاشتمال كما في أمثلة المجموعة ( جـ ) ، فإن القتال ليس جزءاً من الشهر الحرام ، و إنما هو يعرض فيه ، و كذلك صوت البلبل هو صفة عارضة في البلبل ، و ليس جزءاً منه .

و بدل البعض من الكل و بدل الاشتمال لا بدّ فيهما من ضمير يتصل بهما و يربطهما بالمبدل منه ، كما هو واضح في الأمثلة .

و كما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل كما في المثال السادس من المجموعة ( د ) ، و الجملة من الجملة كما في المثال السابع من المجموعة نفسها . و مما يجب أن تعرفه أن الاسم الظاهر قد يبدل من الضمير كقولك : ( جئنا صغيرُنا و كبيرُنا ) فكلمة ( صغير ) بدل من الضمير ( نا ) في ( جئنا ) .





القاعدة:


1 - البدلُ تابع مقصودٌ بالحكمِ ، يسبقه ما يمهّد له ، و ليس مقصوداً لذاته ، و يسمى المُبْدَلَ منه .

2 - أنواع البدل هي :

( أ ) البدل المطابق ، أو بدل الكلّ من الكلّ ، و هو ما كان فيه البَدَلُ عَيْنَ المُبْدَلِ منه .
 
( ب ) بدل البعض من الكل ، و هو ما كان البدل فيه جزءًا حقيقيًّا من المبدل منه .
 
( جـ ) بدل الاشتمال ، و هو ما يدلُّ على معنى في المبدل منه .

3 - بدلُ البعضِ و بدلُ الاشتمالِ يتصلُ كلُّ واحدٍ منهما بضمير يربطُه بالمبدل منه .

4 - البدل يتبع المبدل منه في إعرابه رفعاً و نصبًا و جرًّا و جزمًا .

5 - يُبْدَل الاسم من الاسم ، و الفعل من الفعل ، و الجملة من الجملة .









د - التوكيد






 الأمثلة :



(أ)

1 - قالَ تعالَى : (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ).

2 - قالَ تعالَى : (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدً).
3 - أبِي أبِي جاء من السفر .

4 - نَعَمْ نَعَمْ ، هذا خطي .

5 - قالَ تعالَى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) .
 

(ب)

6  - تسلَّم أخي شهادةَ التفوُّق من مديرِ المدرسةِ نفسِه .

7 - إن الوزيرَ عينَهُ هو الذي افتتح المؤتمر .
 
(جـ)

8 - فرحتِ الأسرةُ عامَّتُها بعودةِ ابنها ظافرًا .

9 - قالَ تعالَى :(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا).

10 - قالَ تعالَى : (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ).

11 - صلى الطلابُ جميعُهم في مسجد المدرسة .


(د)

12  - قالَ تعالَى : (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ).


(هـ)

13  - قالَ تعالَى :( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ *وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ).

14 - قالَ تعالَى : ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).



(و)

15 - حضر كلُّ الطلابِ .

16 - شاهدت جميعَ الطلابِ .

17 - مررت بنفسِ الطالبِ .


(ز)


18 - جاء الحارسان كلاهما في تمام الساعة السادسة .

19 - إنَّ الوالدين كليهما يعطفان على أبنائهما .

20 - رأيت النحلتين كلتيهما تمتصَّان رحيق الزهرة .



(حـ )


21 - جاء كلا الحارسين .

22 - إن كلا الوالدين يعطفان على أبنائهما .

23 - رأيت كلتا النحلتين .


الشرح:



تأمل أمثلة المجموعة ( أ ) تجد فيها كلماتٍ و جملاً قد تكرّرت ، بقصد تأكيد المعنى و تقويته في نفس السامع ، إذ المراد في الآية الأولى مثلاً أن الكافرين يرون بُعد وقوع البعث بُعْدًا لا ريب فيه ، و مثل هذا النوع من تكرار الألفاظِ أفعالاً أو أسماءً أو حروفًا أو جملاً يُسَمَّى : التوكيد اللفظي ، و فائدته كما قلنا تقرير المؤكَّد في نفس السامع و تمكينه من قلبه .

و هناك نوع آخر من التوكيد يسمّى : التوكيد المعنوي و له ألفاظ مخصوصة في العربية هي : ( النفس ، و العين ، و كلّ ، و أجمع و ما تصرّف منها ، و جميع ، و عامّة ، و كِلَا ، و كِلْتَا ) . أما ( النفس ) و ( العين ) فيفيد التوكيد بهما رفع احتمال أن يكون في الكلام مجاز أو سهو أو نسيان ، و لو تأملت المجموعة ( ب ) لأدركت هذه الفائدة بوضوح ، ففي المثال السادس لو حذفت كلمة ( نفسه ) لكان احتمال أن يكون الأخ قد تسلّم شهادته من نائب المدير مثلا ، و كذا الحال في المثال الآخر من المجموعة .

و أما بقية كلمات التوكيد المعنوي ، فإنها تفيد رفع توهُّم عدم إرادة الشمول ، أي أنها تؤكد الدلالة على الإحاطة و الشمول في متبوعها ، ففي المثال الثامن في المجموعة ( جـ ) لو حذفت كلمة ( عامة ) لكان هناك احتمال أن تكون الفرحة قد ظهرت من أغلب أفراد الأسرة ، و لكن حينما أتيت بهذه الكلمة زال هذا الاحتمال ، و تأكدت دلالة هذه الجملة على شمول الفرح جميع أفراد الأسرة . و هكذا في بقية الأمثلة .

و يمكنك في العربية تقوية التوكيد ، بأن تأتي بعد كلمة ( كله ) بكلمة ( أجمع ) ، و بعد ( كلها ) بكلمة ( جمعاء ) ، و بعد ( كلهم ) بكلمة ( أجمعين ) ، و بعد ( كلهن ) بكلمة ( جُمَع ) . كما في المجموعة ( د ) . و يمكن كذلك أن تحذف كلمة ( كلّ ) و أخواتها و تكتفي بالتوكيد بـ ( أجمع ) و ما تصرف منها ، كما في أمثلة المجموعة ( هـ ) .

و كل هذه الكلمات من كلمات التوكيد المعنوي ما عدا ( أجمع ) و ما تصرف منها لابد من إضافتها إلى ضمير يعود على المؤكَّد ، و يطابقه في التذكير و التأنيث ، و الإفراد و التثنية و الجمع ، كما ترى ذلك في الأمثلة السابقة كلها ؛ فإن وجدتها مضافة إلى الاسم الظاهر ، لم تكن من ألفاظ التوكيد المعنوي و تعرب حينئذ بحسب موقعها في الجملة . و يتضح هذا في أمثلة المجموعة ( و ) فقد جاءت كلمة ( كلُّ ) فاعلاً ، و جاءت كلمة ( جميعَ ) مفعولاً به ، و كلمة ( نفسِ ) مجرورةً بحرف الجر .

بقي أن تعرف أن ( كِلَا ) و ( كِلْتَا ) إذا أُضيفتا للضمير ، كانتا من ألفاظ التوكيد المعنوي كذلك ، و أعربتا إعراب المثنى في هذه الحالة ، أما إذا أُضيفتا إلى الظاهر ، فإنهما تعربان بحسب موقعهما من الجملة إعرابَ الاسم المقصور الذي تُقَدّر الحركات الإعرابية على الألف فيه ، فمثلًا : ( رأيت النحلتين كلتيهما ) جاءت ( كلتيهما )  توكيدًا معنويًّا ( للنحلتين ) ، و توكيد المنصوب منصوب ، و علامة نصبه الياءُ ؛ لأنه ملحق بالمثنى ، و هي مضاف و الهاءُ في محل جرٍّ مضاف إليه . أما إذا قلت : ( رأيت كلتا النحلتين ) كانت ( كلتا ) مفعولًا به منصوبًا ، و علامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، و كلمة ( النحلتين ) مضاف إليه ، و هكذا بقية الأمثلة في المجموعتين ( ز ) و ( ح ) .




القاعدة:



1 - التوكيد تابعٌ لما قبله يُسمَّى المؤكَّد يذكر لتقويته و توكيد حكمه .

2 - التوكيد نوعان :

أ - لفظي : و هو إعادة المؤكَّد بلفظه سواء أكان مفردًا : اسمًا ، أو فعلًا أو حرفًا ، أم جملة .
و فائدته تقرير المؤَكَّد في نفس السامع .

ب - معنوي : و هو ما كان باستخدام واحد من الألفاظ التالية : ( النفس ، و العين ،  و كل ، و جميع و أجمع ، و ما تصَّرف منها ، و عامة ، و كِلَا ، و كلتا ) . و يفيد التوكيد ( بالنفس و العين ) رفع احتمال أن يكون سهوًا أو مجازًا ، و بقية الأدوات تفيد الدلالة على الإحاطة و الشمول .

3 - يُقَوَّى التوكيد - أحيانًا - فيُقال : كله أجمع ، و كلها جمعاء ، و كلهم أجمعون ، و كلهن جُمَعُ .... و هكذا حسبما تتطلَّب العبارة .

4 - التوكيد يتبع المؤكَّد في إِعرابه ، و لابُدَّ في كلمات التوكيد المعنوي - ما عدا ( أجمع ) و ما تصرَّف منها - من إِضافتها إِلى ضمير يعود على المؤكَّد و يطابقه في الجنس و العدد ، فإِن أضيفت إِلى الاسم الظاهر خرجت عن التوكيد ، و أُعربت بحسب موقعها من الجملة .








هناك تعليق واحد: