أ - تقسيمُها إلى جامدٍ و متصرّف
الأمثلة :
(أ)
1-(وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا* قل كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا)
2 - قال صلى الله عليه وسلم : ( إن بينَ يديِ الساعةِ فتنًا كَقِطَعِ الليلِ المظلمِ ، يُصْبِحُ الرجلُ فيها مؤمنًا و يُمْسِي كافرًا ... ) الحديث .
3 - لا تؤخَّرْ عملَ اليومِ إلى غدٍ و ظَلَّ نشيطًا .
4 - بالجدَّ نالوا العُلا ، فأضْحِ مُجِدًّا تَنَلْ ما نالوا .
5 - دعِ المقاديرَ تجري في أعِنَّتِهَا و لا َ تَبِيتَنَّ إلا خاليَ البالِ
6 - صِرْ مجتهدًا تحقَّقِ النجاح .
(ب)
7 - قال تعالى :(لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ).
8 - ما يَفْتَأ المسلمُ بخيرٍ ما نصح لله و لرسولهِ و للمؤمنين .
9 - قال تعالى : ( قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى).
10 - ما يَنْفَكُّ أعداءُ الإسلامِ يكيدونَ له .
(جـ)
11 - قال تعالى :(.وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)
12 - قال تعالى : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )
الإيضاح :
إذا تأملنا أمثلة هذا الدرس وجدنا أن الأفعال الناسخة ( كان و أخواتها ) قد عملت عملها الذي نعرفه ، و هو رفع المبتدأ ليكون اسمها ، و نصب الخبر ليكون خبرًا لها .
و ستعرف في هذا الدرس جانبًا جديدًا لهذه الأفعال .
نتأمل المجموعة الأولى ( أ ) نجد أن ( كان ) و بعض أخواتها قد جاءت في صيغة الماضي أو المضارع أو الأمر و يُعْرَفُ هذا القسم من أخوات كان بالأفعال الكاملة التصرُّف ، و هي التي يأتي منها : الماضي و المضارع و الأمر و هي : كان ، و أصبح ، و أمسى ، و ظَلَّ ، و أضحى ، و بات ، و صار .
أما المجموعة الثانية ( ب ) ففيها أمثلة لبعض أخوات كان ، في صيغة المضارع ، و قد عملت في المبتدأ الرفع و في الخبر النصب ، كالماضي منها تمامًا ، و تسمَّى تلك الأفعال بالأفعال الناقصة التصرُّف ، و هي التي لا يأتي منها إلا الماضي و المضارع فقط ، و هي : ما فتئ ، و ما انفك ، و ما زال ، و ما برح .
المجموعة الثالثة ( جـ ) ليس بها من الأمثلة إلا : ما دام ، و ليس ، و هما في صورة الماضي ، و لا يأتي منهما المضارع و لا الأمر ؛ و لذلك تُعَدَّانِ من الأفعال الجامدة التي لا تتصرَّف ، بل تبقى على صورة واحدة دائمًا .
و مما يحسن أن نتذكره أن اسم ( كان ) و أخواتها يأتي اسمًا ظاهرًا ككلمة ( الرجل ) في المثال الثاني ، و ضميرًا بارزًا كـ ( نا ) المتكلمين و واو الجماعة في المثال الأول ، و ضميرًا مستترًا كالضمير المقدَّر بـ ( أنت ) في المثال الثالث .
أما الخبر فيجيء كخبر المبتدأ تمامًا ، حيث يأتي مفردًا ككلمة ( عظامًا ) في المثال الأول ، و جملة كالجملة الفعلية ( يكيدون ) في المثال العاشر ، و شبه جملة كالجار و المجرور ( بخير ) في المثال الثامن .
القاعدة:
1 - تنقسم كان و أخواتُها من حيث التصرف و الجمود إلى ثلاثة أقسام :
( أ ) قسم يتصرف تصرفًا كاملاً فيأتي منه الماضي و المضارع و الأمر ،
و هو : كان ، و أصبح ، و أمسى ، و أضحى ، و ظل ، و بات ، و صار .
( ب ) قسم يتصرف تصرفًا ناقصًا ، فلا يأتي منه إِلا الماضي و المضارع فقط .
و هو : ما فتئ ، و ما انفك ، و ما زال ، و ما برح .
( جـ ) قسم جامد لا يتصرف مطلقًا ، و لا يأتي إِلا ماضيًا دائمًا ، و هو : ما دام ، و ليس .
2 - المضارع و الأمر مما يتصرف من أخوات ( كان ) يعملان عملها ، فيرفعان المبتدأ و ينصبان الخبر .
ب - استعمالُ كان و أخواتِها تامة
الأمثلة :
1 - قال تعالى : (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ).
2 - من أدعيته صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهم بكَ أصْبَحْنَا و بكَ أمْسَيْنَا وبكَ نحيَا و بكَ نموتُ و إليكَ المصير) .
3 - قال تعالى :(أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
4 - قال تعالى : ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُـعِدُوا فَفِي الْجَنَّـةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْـرَ مَجْـذُوذٍ).
5 - قال تعالى : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي ).
6 - ما زالَ الصراعُ بينَ الحقِّ و الباطلِ و لَنْ يَنْفَكَّ حتَّى يَرِثَ اللهُ الأرضَ و مَنْ عليهَا .
7 - لو ظَلَّ الصِّراعُ لأدَّى إلى حربٍ عالمية .
8 - تأوِي الطيورُ إلى أعشاشِهَا فتبيت .
9 - بقيَ الحارسُ في حراستِهِ حتَّى أضْحَى
الشرح:
أن كان و أخواتها أفعالٌ ناقصةٌ تدخل على الجملة الاسمية ، فتضيف إليها معنى جديدًا هو توقيت الإسناد في الجملة ، و ترفع المبتدأ و يُسَمَّى اسمها ، و تنصب الخبر و يسمى خبرها . و لو نظرنا إلى أمثلة الدرس السابق لوجدنا كان و أخواتها قد دخلت فيها كلها على جمل اسمية ، فرفعت المبتدأ و نصبت الخبر ؛ و لذا تُسَمَّى ناقصة ، و أفادت ( كان ) أن اتَِّصاف المبتدأ بالخبر كان في الزمن الماضي ، كما أفادت ( أمسى ) اتصافه به في المساء ، و أفادت ( أصبح ) اتصافه به في الصباح ، و أفادت ( أضحى ) اتصافه به في الضحى ، و أفادت ( ظل ) اتصافه به في النهار ، و أفادت ( صار ) التحول من صفة إلى صفة ، و أفادت ( بات ) اتصاف المبتدأ بالخبر في الليل ، و أفادت ( ما دام ) بيان مدة اتصاف المبتدأ بالخبر ، كما أفاد كل من ( ما برح ) و ( ما انفك ) و ( ما زال ) و ( ما فتئ ) الاستمرار ، كما أفادت ( ليس ) نفي الخبر عن المبتدأ .
و هذه المعاني جميعها هي معاني هذه الأفعال إذا كانت ناقصة أي ترفع المبتدأ و تنصب الخبر .
غير أن هذه الأفعال - عدا الثلاثة الأخيرة منها : ما زال ، و ما فتئ و ليس - تأتي في الكلام العربي أحيانًا تامة أي اكتفت بأن ترفعَ ما بعدها على أنه فاعل لها ، و لا تحتاج في هذه الحال إلى الخبر .
و الأمثلة التي أمامنا كلها من هذا النوع . و تسمى كان و أخواتها في هذه الحال بالأفعال التامة ، كما أنها تفيد معانَي تختلف عن معانيها في حالة النقصان التي سبق أن عرفناها ، فإذا تأملنا الأمثلة السابقة وجدنا فيها ( كان ) بمعنى : وُجِد أو حصل ، و ( أمسى ) بمعنى : دخل في المساء ، و ( أصبح ) بمعنى : دخل في الصباح ، و ( أضحى ) بمعنى : دخل في الضحى ، و ( ظل ) بمعنى : بقي ، و ( صار ) بمعنى : رجع أو انتقل ، و ( بات ) بمعنى : دخل في الليل ، و ( ما دام ) بمعنى : بقي ، و ( ما برح ) بمعنى : ذهب و فارق ، و ( ما انفك ) بمعنى : ما انحلَّ و ما انفصل و ما انتهى .
القاعدة:
1 - الفعلُ التامُّ هو الذي يكتفي بمرفوعِهِ ، ولا يحتاج إلى خبر .
2 - تأتي ( كان ) و أخواتها أفعالاً تامَّةً إلاَّ : ( ما زالَ ) و ( ما فتئَ ) و ( ليسَ ) فإنها لا تأتي إلاَّ ناقصة .
3 - تتغيَّر معاني هذهِ الأفعالِ في حالةِ التمامِ عنها في حالةِ النُّقْصَان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق